حتى المشاية التى فى رجله من البرغالى الأبيض، حتى قبع الكلفتاة كان من الصوف الأبيض، فعدّ ذلك من النوادر؛ وكان لبس هذا البياض فألا عليه، فإنه خلع من السلطنة عقيب ذلك.
وفيه، فى اليوم الثانى، صلّى الأمير طومان باى الدوادار صلاة الجمعة مع السلطان بالقلعة، فلما انقضت الصلاة أخلع عليه السلطان ونزل متوجّها إلى جهة الوجه القبلى؛ وكان فى تلك الأيام قويت الإشاعات بأن السلطان يقصد القبض على الأمير طومان باى، وكان وقع بينهما فى الباطن بسبب قصروه نائب الشام، وكان الأمير طومان باى متواطئا مع قصروه على السلطان، وكان طومان باى يقصد التمهيد لنفسه حتى يتسلطن، وقد ظهر مصداق ذلك فيما بعد، كما يقال:
بت فى قلوب أسود … لا فى قلوب رجال
فالكيد للناس لا للبهايم الجهال
وفيه أشارت الأمراء على السلطان بأن يبعث إلى قصروه قاصدا وعلى يده مراسيم بأن يكون على نيابته بالشام، وأن يسلّم قلعة الشام إلى نائبها ولا يؤاخذه بما فعل، فعيّن إليه آقباى الطويل ناظر الجوالى، فخرج عن قريب. - وفيه خرج المحمل من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل قانصوه البرجى، وبالأول جان بلاط الموتر المحتسب؛ فلما توجّها إلى بركة الحاج استمرّ المحمل مقيما بالبركة إلى الخامس والعشرين من شوال، حتى عدّ ذلك من النوادر، وسبب ذلك أن غلمان أمير الركب الأول هرب أكثرهم، وتعطلت أحواله بموجب ذلك. - وفيه جاءت الأخبار بأن قصروه قد استولى على مدينة طرابلس، وقبض على نائبها يلباى المؤيدى، وسجنه بقلعة دمشق.
وفى ذى القعدة أخلع السلطان على قيت الرجبى حاجب الحجاب وقرّره فى نيابة طرابلس، عوضا عن يلباى المؤيدى، ولم يتمّ ذلك فيما بعد. - وفيه أخلع السلطان على شخص من خواصّه، يقال له تمر من جانم، وقرّره فى الحسبة، عوضا عن