للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا لهف قلبى كم أمير كان فى … عزّ وجاه صار مدفون الثرى

قد غادر الأمراء جور زمانهم … فالحكم للرحمن فيما قدّرا

يا ربّ فاجعل قبرهم فى روضة … واجعل برحمتك الجنان لهم قرا

وفيه جاءت الأخبار بوفاة الخواجا مصطفى بن محمود بن رستم الرومى، توفى ببلاد ابن عثمان، وكان لا بأس به، وهو الذى جدّد عمارة الجامع الأزهر، وأصرف على ذلك مالا له صورة من ماله، وكان مشكور السيرة. - وفيه طلع الأتابكى جان بلاط إلى القلعة وضمن بدر الدين بن مزهر كاتب السرّ، فإنه الأتابكى جانبلاط كان زوج أخت بدر الدين بن مزهر، فلما ضمنه وتسلّمه من السلطان على مال قرّر عليه، فلما استقرّ عنده هرب تلك الليلة من مكان بالأزبكية، فتشوّش الأتابكى جان بلاط لذلك، ثم غمز على بدر الدين بن مزهر وقبض عليه عقيب ذلك وآل أمره إلى كل سوء. - وفيه توفى ابن السلطان الماضى خبر وصفه، فكان مدّة حياته أربعة أشهر وثلاثة عشر يوما، فأظهروا عليه الحزن والأسف، ودفن فى تربة أبيه التى أنشأها بالصحراء، فكان كما يقال:

بدا وفى حاله توارى … فيالها طلعة شريقه

جوهرة ما عملت إلا … دموع عينى لها عقيقه

وفى أواخر هذا الشهر توفى القاضى شهاب الدين بن الصيرفى، وهو أحمد بن صدقة الإسرائيلى الشافعى، أحد نواب الحكم بالديار المصرية، وكان عالما فاضلا من أعيان النواب، وله تصانيف ونظم جيّد، ومات وقد قارب السبعين سنة. - وفيه جاءت الأخبار بقتل قراجا نائب سيس، وتولّى أيضا نيابة غزة، وكان موصوفا بالشجاعة. - وتوفى الناصرى محمد بن أبى يزيد، وكان رئيسا حشما من أعيان أولاد الناس. - وفيه عيّن السلطان نيابة حلب إلى الأمير قرقماس من ولى الدين، فلما قرره فى نيابة حلب أخرج عنه وظيفة الرأس نوبة الكبرى، وقرّر بها الأمير قانصوه الغورى، ولم يتمّ أمر قرقماس فى نيابته بحلب وأعيد إلى تقدمة ألف، ووقع من بعد ذلك أمور شتى