وفى جمادى الأولى فى الثانى منه نزل السلطان إلى قبة يشبك الدوادار التى بالمطرية وبات بها، فلما أصبح أوكب وشقّ من المدينة وزيّنت له، ثم عرّج وطلع من الصليبة والأمراء قدّامه والمباشرون، فاستمرّ فى ذلك الموكب الحافل حتى طلع إلى القلعة. - وفيه قرّر ابن النيربى فى نظر الجيش بدمشق، وقد سعى فى ذلك بمال له صورة.
وفى جمادى الآخرة جاءت الأخبار بوفاة هلال الرومى الطواشى، الذى كان مقدّم المماليك، توفى بدمشق، وكان لا بأس به. - وفيه فى يوم الجمعة ثامنه عقد للأتابكى جان بلاط على خوند أصل باى الجركسية امّ الملك الناصر وأخت الملك الظاهر قانصوه، وكان العقد بجامع القلعة وحضر القضاة الأربعة وكان عقدا حافلا.
وفيه جاءت الأخبار من القدس بوفاة آقباى الطويل، الذى كان نائب غزّة، ثم بقى رأس نوبة النوب، وفرّ مع آقبردى لما انكسر وخرج من مصر، وآل أمره إلى أن أقام (١) بالقدس بطالا حتى مات، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباى، وكان شجاعا بطلا، وجرى عليه شدائد ومحن، وقاسى ما لا خير فيه بسبب صحابته لآقبردى الدوادار، وهو الذى كان سببا لنصرته على قانصوه خمسمائة فى الواقعة التى وقعت بخان يونس الذى بالقرب من مدينة غزّة، قيل إن آقباى مات مسموما على ما قيل.
وفيه قرر على ابن طرغل فى نيابة عينتاب. - وفيه توفى شمس الدين محمد الفرنوى، الذى كان إمام آقبردى الدوادار، ثم بقى ناظر الأحباس، وكان يكتب الخط الجيّد المنسوب، وقاسى من الشدائد والمحن ما لا يعبّر عنه، وعذّبه كرتباى الأحمر بأنواع العذاب. - وفيه توفى الشيخ أحمد المجذوب الذى كان تحت الكوم الذى عند القنطرة الجديدة، وكان من كبار الصالحين. - وفيه خرج الأمير طومان باى الدوادار متوجّها إلى الشرقية والغربية، فسرح فى البلاد نحوا من عشرين يوما، ثم عاد إلى القاهرة، وقد حاش عدة خيول من العربان، وغير ذلك من الأغنام والجمال.