الأشرف قايتباى، فأقام فى الترسيم مدّة، وطلب منه مال له صورة، وعرض للضرب غير ما مرّة، وقد آل أمره على أن يخرج أمير حاج بالركب الأول، وأمره بأن يقوم بما يحتاج إليه من ماله، ولا يأخذ من السلطان شيئا؛ ثم قبض على أخت خوند بنت خاص بك، التى كانت زوجة آقبردى الدوادار، ورسّم عليها وطالبها بمال له صورة، وزعم أن آقبردى أودع عندها مائة ألف دينار، وجرى عليها ما لا خير فيه من الأنكاد والضرر.
وفيه غمز بعض الناس على الأمير قنبك أبو شامة، وكان مختفيا فى مكان بحارة زويلة، فكبس عليه والى الشرطة، معه جماعة من المماليك، فلما دخلوا عليه هاش عليهم بالسيف، فتكاثروا عليه ومسكوه وقتلوه بالدار التى كان بها؛ وكان قنبك أبو شامة أحد الأمراء الطبلخانات، وكان من أكبر أصحاب آقبردى الدوادار، وقد فاته القتل عدّة مرار، وكان غير مشكور السيرة فى أفعاله.
وفى رجب (١) أخلع على أنصباى وقرّر فى شادية الشراب خاناه، عوضا عن أزدمر من على باى، بحكم انتقاله إلى التقدمة. - وفيه أخلع على يخشباى وقرّر فى نيانة حماة، وخرج إليها فيما بعد. - وفيه قرّر شخص يقال له محمد الباسطى فى التكلم على جهات الحسبة، وجرت من هذا الباسطى أمور يطول الشرح فى ذكرها، وآل أمره بأن ضرب بالمقارع، وشهر على جمل فى دولة العادل طومان باى.
وفى شعبان غرق محب الدين محمد بن قاضى القضاة زين الدين زكريا الشافعى، قيل كان فى مركب فغرق قدّام المقياس، وكان غير مشكور السيرة. - وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير طومان باى الدوادار، لما توجّه إلى جهة الصعيد، احتال على حميد ابن عمر أمير عربان هوّارة، فلما ظفر به قتله وحزّ رأسه وأرسلها إلى مصر، فعلّقت على باب زويلة ثلاثة أيام. - وفى حادى عشره وصل خاير بك أخو قانصوه البرجى، الذى توجّه قاصدا إلى ابن عثمان ملك الروم، وكان الملك الناصر أرسله قاصدا عن لسانه إلى ابن عثمان، وصحبته هدية حافلة إلى ابن عثمان، فأكرمه وأظهر الفرح بسلطنة