الملك الناصر، فلما بلغه قتلة الناصر شقّ ذلك عليه ووبّخ خاير بك بالكلام.
وفيه تغيّر خاطر السلطان على جان بردى الغزالى كاشف الشرقية، وأمر بتوسيطه حتى شفع فيه. - وفيه عاد الطاعون الذى وقع فى العام الماضى، ومات فيه كثير من الناس ممن كان فرّ من الغرباء، وعاد بعد رفع الطاعون، فردّ الطاعون فى هذه السنة، لكن كان خفيفا جدا. - وفيه جاءت الأخبار بأن عسكر ابن عثمان زحف على بلاد السلطان، وآل الأمر إلى أن ابن عثمان أرسل يقول لنائب حلب: اعزل ابن طرغل، فأجابهم نائب حلب إلى ذلك وعزل ابن طرغل.
وفى رمضان أخلع السلطان على بهاى الدين عبد الرحمن بن قدامة الدمشقى، وقرّر فى قضاء الحنابلة، وصرف الشهاب أحمد بن الشيشينى، فأقام ابن قدامة فى منصب القضاء شهرا واحدا وأربعة أيام، وعزل وأعيد الشيشينى إلى القضاء ثانيا. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على الشيخ سرىّ الدين عبد البرّ بن الشحنة ورسم بنفيه إلى قوص، فشفع فيه بعض الأمراء من النفى، فرسم له السلطان أن يلزم داره ولا يركب ولا يجتمع على أحد من الناس، وجرت عليه أمور مهولة فى تلك الأيام.
وفيه اجتمع السلطان والأمراء فى قاعة البحرة وضربوا مشورة فى أمر آقبردى الدوادار، فوقع الاتفاق فى ذلك اليوم على أن آقبردى يستقرّ فى نيابة طرابلس، وأن آقباى الذى كان رأس نوبة النوب يستقرّ فى الأتابكية بدمشقّ، وأن تانى بك قرا يتوجّه إلى القدس بطالا، فانفصل المجلس على ذلك. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على جان بلاط الأبح نائب القلعة، وأمر بنفيه إلى نحو البلاد الشامية، حتى شفع فيه بعض الأمراء من النفى. - وفيه وقع للناصرى محمد بن بنت جمال الدين الأستادار كاينة عظيمة، وهو أن شخصا تخاصم معه، فشكاه من بيت طراباى، وكان يومئذ دوادار ثانى، فوقع من ابن بنت جمال الدين فى المجلس بعض كلام فى حقّ خصمه، فبطحه طراباى بين يديه وضربه ضربا مبرحا حتى كاد أن يهلك. - وفيه قرّر ابن قدامة فى قضاء الحنابلة بدمشق، وتوجّه فيما بعد.
وفيه فى يوم الأحد رابع عشرينه كانت وفاة الأتابكى أزبك من ططخ، وقد زعموا