بيت المال، فضربوه ضربا مبرحا حتى كاد أن يموت. - وفيه عمل السلطان الموكب بالقصر وأخلع على قصروه (١) من أينال وقرّره فى نيابة حلب، عوضا عن جان بلاط من يشبك، وأرسل إلى جان بلاط خلعة ونقله من نيابة حلب إلى نيابة الشام، عوضا عن كرتباى الأحمر بحكم وفاته. - وفيه قرّر الأمير طومان باى فى الوزارة والأستادارية، مضافا لما بيده من الدوادارية الكبرى.
وفيه ثار جماعة من المماليك الناصرية على الأمير طومان باى الدوادار ورجموه من الطباق، وقصدوا قتله غير ما مرّة، وقد أشيع عنه أنه كان سببا لقتلة الناصر، فلما بلغ السلطان ذلك رسم بسدّ جميع الكورة التى تطلّ على دهاليز القلعة من طباق المماليك. - وفيه أخلع السلطان على طراباى الشريفى وقرّره فى الدوادارية الثانية، عوضا عن طومان باى بحكم انتقاله إلى الدوادارية الكبرى، وقرّر تانى بك أحد العشرات فى الخازندارية، وقرّر آقباى الطويل فى نظر الجوالى، وأنعم على بيبرس الأشقر بأمرة عشرة.
وفيه قبض الأمير طومان باى الدوادار على علىّ بن رحاب المغنى، فضربه بالمقارع، وأشهره فى القاهرة وهو عريان مكشوف الرأس على حمار، وكان على بن رحاب ظالما أدخل نفسه فيما لا يعنيه، وتعصّب لآقبردى الدوادار، وصار يسبّ الأمراء سبّا قبيحا فى المجالس جهارا، ويهجوهم الهجو الفاحش، ويصرح بذلك فى الساعات وهو على الدكة، وكان كرتباى الأحمر قبض عليه قبل ذلك وأراد ضربه، ثم وبّخه بالكلام وعفا عنه، فلما زاد فى هذا الأمر ضربه طومان باى وأشهره فى القاهرة، والمشاعلية تنادى عليه: هذا جزاء من يكثر كلاما ويدخل نفسه فيما لا يعنيه.
وفيه أخذ السلطان فى أسباب تحصيل الأموال لأجل النفقة على الجند، فقرّر على الشهابى أحمد ناظر الجيش مبلغا له صورة، فاختفى، فأخلع على القاضى عبد القادر القصروى وقرّره فى نظر الجيش، عوضا عن الشهابى أحمد بحكم اختفائه. - وفيه
(١) قصروه: كذا فى الأصل، وهو الصحيح، وفى ف: قانصوه.