للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خطبة فى المدرسة البشيرية (١)، فجدّد بها خطبة بسبب مماليكه، وكان ساكنا بالقرب من هناك. - وفيه قبض الوالى على شخص من السرّاق، فلما عرضه على السلطان أمر بقطع يده ورجله، وألزم ذلك السارق أن يقطعهما بيده، ففعل ذلك بحضرة السلطان. - وفى اواخر هذا الشهر دخلت التجريدة التى توجّهت إلى آقبردى الدوادار، وقد حضروا من غير إذن من السلطان، فشقّ عليه ذلك وأخذ حذره من الأمراء، كونهم دخلوا من غير إذن منه.

وفى ذى القعدة جاءت الأخبار من حلب بأن آقبردى الدوادار، لما بلغه رجوع التجريدة عاد إلى عينتاب، وصار ينهب البلاد ويقطع الطريق على التجار، فلما بلغ الأمراء بذلك أعياهم أمره. - وفيه تزايد شرّ العربان بالشرقية، حتى خرج إليهم قانصوه خال السلطان، وقرقماس رأس نوبة النوب، فلما خرج خال السلطان سرح فى البلاد الشرقية والغربية سرحة حافلة، وغاب نحوا من شهر، ودخل عليه جملة تقادم حافلة من مشايخ العربان وغيرها. - وفيه قصد السلطان أن يخرج إلى مولد سيدى أحمد البدوى رحمة الله عليه، فلم يمكّنوه الأمراء من ذلك. - وفيه توفى الخطيب الوزيرى شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عثمان المالكى، وكان من أهل العلم والفضل لا بأس به.

وفى ذى الحجة عاد قانصوه خال السلطان من السرحة، فنادى له السلطان فى القاهرة بالزينة، فزيّنت، ثم إنه دخل فى موكب حافل وطلع إلى القلعة، فأخلع عليه السلطان خلعة سنية، فلما نزل من القلعة ووصل إلى رأس الصوّة لاقاه جماعة من المماليك الجلبان وبأيديهم دبابيس مسحوبة، فقالوا له: قل للسلطان ينفق علينا بسبب نصرته على آقبردى الدوادار؛ فاستمرّوا يحاصرونه من رأس الصوّة إلى أن دخل بيته الذى عند درب حمّام الفارقانى، فلما دخل بيته وقفوا له على الباب حتى قلع الخلعة وأكل المدّة، ثم أركبوه ثانيا وطلعوا به إلى القلعة وهو مهدّد منهم بالقتل، فلما طلع إلى السلطان وأعلمه بذلك، فلم يوافق السلطان على هذا الأمر، فردّ الجواب على المماليك بالمنع من السلطان.


(١) البشيرية: أضيف بعدها فى ف: التى بدرب الخازن.