للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خزائن السلطان؛ ومات مصرباى من على باى الذى (١) كان نائب قلعة حلب وعزل عنها؛ ولما كثر الموت فى الناس رسم السلطان بعمارة سبيل المؤمنى، وهى المصلاة التى بالرملة، وكانت خرابا من حين حاصر آقبردى القلعة.

وفيه جدّد الأمير طومان باى، الدوادار الثانى، ما فسد من مدرسة السلطان حسن، من حين كانت واقعة آقبردى الدوادار، فجدّد باب المدرسة الذى كان احترق، وسدّ شبابيك القبّة وغير ذلك مما فسد منها، وأقيمت بها الخطبة وصلاة التراويح، وكانت معطلة نحوا من عشرة أشهر بسبب ما تقدم.

وفيه قبض على إنسان زعموا أنه ينبش القبور على الموتى ويسرق أكفانهم، فأمر السلطان بسلخ وجهه وهو حىّ، فسلخوه من حدّ رقبته وأرخوه على صدره، وصار عظم رأسه ظاهرا، فطافوا به فى القاهرة، ثم علّقوه على باب النصر، واستمر معلّقا إلى أن مات؛ ثم نودى للحفارين بحفظ أكفان الموتى. - وفى أواخر هذا الشهر تناقص أمر الطعن وخفّ، بعد أن فتك فى الناس فتكا ذريعا، حتى قيل ضبط من مات فى هذا الطاعون فى مدة ثلاثة أشهر، فكان زيادة على مائتى (٢) ألف إنسان، من كبير وصغير ومن المماليك السلطانية نحو من ألف ومائتين إنسان.

وفى شوال أخلع السلطان على قرقماس من ولى الدين وقرّر فى الرأس نوبية الكبرى، عوضا عن جانبلاط الغورى بحكم موته؛ وقرر يلباى (٣) المؤيدى من جملة مقدمين (٤) الألوف بمصر. - وفى رابع عشر هذا الشهر وصل سودون الدوادارى أحد العشرات، وصحبته عدة رءوس ممن قتل فى المعركة التى وقعت بين آقبردى والعسكر الذى خرج من مصر كما تقدم، وكان عدّة تلك الرءوس واحد وثلاثين رأسا، وكان فيهم رأس أينال السلحدار، الذى كان نائب حلب وفرّ مع آقبردى، وفيهم رأس ابن على دولات، الذى قتل فى المعركة، وقيل قتل له ولدان؛ فكان يوم دخولهم إلى القاهرة يوم مشهود، فدخلت الرءوس وهى مشهورة على أرماح، وشقّوا بهم


(١) الذى: التى.
(٢) ومائتين: كذا فى الأصل.
(٣) يلباى: ياياى. وفى ف: ملباى.
(٤) مقدمين: كذا فى الأصل.