للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول للطعن والمماليك … جاوزتما الحدّ فى النكاية

ترفّقا بالورى قليلا … فى واحد منكما كفاية

فكان الناس على ما ذكرناه من هذه الأفعال الشنيعة، والملك الناصر فى طيشانه ولعبه، فنزل إلى بولاق فى ليلة سيدى إسماعيل الإنبابى رحمة الله عليه، وشقّ البحر فى مركب، ومعه جماعة (١) أولاد عمّه: جانم وأخيه جانى بك، وأحرق تلك الليلة ببولاق حراقة نفط حافلة، وبات فى المركب تلك الليلة، وكانت من الليالى المشهودة فى القصف والفرجة، وفعل مثل ذلك عدّة مرار. - وفيه توفى عبد القادر الألواحى بوّاب الدهيشة، وكان عند الملك الناصر من جملة المقرّبين، وكانت الناس تسعى فى الوظائف من بابه. - وفيه مات بالطاعون شاه بضاع بن ذالغادر أمير التركمان، وكان مقيما بالقاهرة.

وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر الذى توجّه إلى محاربة آقبردى الدوادار، فتبعوه إلى عينتاب واتقعوا معه هناك، فانكسر آقبردى كسرة مهولة، وقتل من عصبته جماعة كثيرة، منهم أينال السلحدار نائب حلب الذى فرّ معه، وقتل لعلى دولات ولدان، وقتل من المماليك والخاصكية الذين كانوا معه جانب كبير، وأخبروا أن آقبردى لما انكسر توجّه إلى نحو الفراة بمن معه من الأمراء، ومن بقى معه من العسكر، وقد حاربه كرتباى الأحمر نائب الشام أشدّ المحاربة، وكان قد توجّه إلى عينتاب صحبة العسكر حتى يحارب معه [وكسره، وعن قريب تحضر رءوس من قتل فى هذه المعركة] (٢).

وفى رمضان تزايد أمر الطاعون، وفتك فى المماليك والعبيد والجوار والأطفال والغرباء فتكا ذريعا، حتى انتهى إلى ثمانمائة جنازة فى كل يوم، وكان كما يقال فى المعنى:


(١) جماعة: أضيف بعدها فى ف: من العوام يغنون على الندا والإجهار، وكان معه.
(٢) وكسره … المعركة: كذا فى الأصل، وفى ف: وانكسر وهرب، وطلع على جبل الصوف، وقيل إنه لما انكسر وصعد على جبل الصوف توجه إلى نحو الفراة بمن معه من الأمراء والمماليك.