للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهدمها بحضرته، ثم عاد إلى القلعة. - وفيه تزوّج الأمير طومان باى الدوادار الثانى، بابنة الملك المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، فكان لها مهم حافل. - وفى هذا الشهر كانت وفاة شيخنا علامة العصر الشيخ شمس الدين محمد بن أبى بكر بن حسن بن عمران بن نجيب، المعروف بالقادرى، وكان شاعر العصر على الإطلاق بعد الشهاب المنصورى، وكان مولده بعد الثلاث والثلاثين والثمانمائة، وكان شاعرا ماهرا وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله فى ميقاتى، وقد أجاد:

فى صنعة الميقات بدر نجمه … بالسعد يخدمه مدى الساعات

حجّت عيون الناس كعبة حسنه … وقضت مناسكها من الميقات

وقوله أيضا فى فرس محجل الثلاثة مطلق اليمين:

وطرف زانه التحجيل يحكى … لمن يحكيه بالسحر المبين

جوادا رام أن يخفى نوالا … فأسبل كمّه فوق اليمين

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن قد وقع بين السيد الشريف بركات، وبين ابن أخيه هزاع فتنة كبيرة، وكادت أن تخرب فيها مكة. - وفيه توفى إمام الكاملية وابن إمامها، وكان من عباد الله الصالحين، دينا خيرا لا بأس به.

وفى جمادى الآخرة وقعت الوحشة بين السلطان وبين الأمراء، بل وبين خاله قانصوه، بسبب ما تقدم من تلك الفتنة التى وقعت من حلف آقبردى الدوادار، وقد نسب فيها السلطان إلى غرض. - وفيه قرّر يحيى بن سبع فى أمرة الينبع، عوضا عن دراج بحكم صرفه عنها. - وفيه جاءت الأخبار بقتل الطواشى لؤلؤ الرومى رأس السقاة، وكان قد خرج إلى الوجه القبلى فى بعض أشغال السلطان، ليتوجّه إلى مكة من هناك، وكان صحبته السيجينى المرافع، فقتل مع لؤلؤ أيضا. - وفيه نزل السلطان وبات فى تربة أبيه، وحصل منه تلك الليلة عدة مساوئ لا ينبغى شرحها. - وفيه جاءت الأخبار بوصول الطاعون إلى قطيا وقد فشابها، وهو زاحف نحو الديار المصرية.

وفيه نادى السلطان فى مصر والقاهرة بأن تعلّق على الحوانيت قناديل،