عوضا عن كرتباى الأحمر، بحكم استعفائه من ذلك. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة السيد الشريف الحسيب النسيب محمد بن بركات أمير مكة، وكان رئيسا حشما فى سعة من المال، كفوا لأمرة مكة، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة أينال باى الإبراهيمى نائب طرابلس، وكان من حلف آقبردى الدوادار.
وجاءت الأخبار بوفاة كرتباى أخو آقبردى الدوادار، الذى كان نائب صفد، ثم بقى مقدّم ألف بمصر، وفرّ مع أخيه آقبردى فمات فى أثناء الطريق ودفن هناك. - وفيه أخلع على تغرى بردى القادرى وقرر فى الأستادارية نائبا عن قانصوه خال السلطان. - وفيه فى أوائل بابه أمطرت السماء مطرا مهولا، حتى وقع منه عدّة أماكن، وخسف غالب القبور التى بالقرافة والصحراء، وكان من نوادر الوقائع.
وفيه أخلع السلطان على كرتباى الأحمر وقرّره فى نيابة الشام، عوضا عن قانصوه اليحياوى، بحكم موته، وكان كرتباى الأحمر هو الساعى فى ذلك، خوفا على نفسه من الملك الناصر أن لا يسلّط عليه المماليك الجلبان بقتله، وقد همّ بذلك غير ما مرّة، لأجل أن كرتباى كان يحجّر على الملك الناصر ويمنعه عن هذه الأفعال الشنيعة، فكرهه بسبب ذلك وقصد قتله، حتى قيل إنه ذبح السلطان يوما كبشا بيده، وقال:
هكذا أفعل بكرتباى الأحمر عن قريب، فلما خرج كرتباى الأحمر من القاهرة كان له يوم مشهود، وطلّب طلبا حافلا.
وفيه عيّن السلطان تجريدة بسبب آقبردى الدوادار، فإنه لما انكسر وخرج من مصر فارا حاصر الشام وقصد يملكها فما قدر على ذلك، فنهب الضياع التى حول دمشق وأخرب غالبها، وفعل مثل ذلك بضياع حلب، فوقع الاتفاق من الأمراء على خروج تجريدة له، فنفق السلطان على العسكر المعيّن لها، وبعث نفقة الأمراء الذين (١) تعيّنوا للخروج إلى التجريدة، وهم: قانصوه البرجى أمير مجلس، وقيت الرجبى حاجب الحجاب، وقانصوه الغورى أحد المقدّمين، وهو الذى تسلطن فيما بعد، وأصطمر من ولى الدين أحد المقدّمين، وقصروه أحد المقدّمين، ومن الأمراء الطبلخانات