للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعشرات عدّة وافرة.

ثم جاءت الأخبار بأن آقبردى بعد أن حاصر الشام نحوا من شهر فلم يقدر عليها، وحاربوه الأمراء الذين (١) بالشام ورموا عليه بالمدافع، ففرّ إلى حلب (٢) وحاصرها نحوا من شهرين، وكان أينال السلحدار يومئذ نائب حلب، وكان من عصبة آقبردى فقصد أن يسلمه مدينة حلب، فرجموه أهل المدينة وطردوه منها، وحصّنوا المدينة بالمدافع على الأسوار، فعند ذلك فرّ آقبردى ومن كان معه من الأمراء والعسكر، وخرج أينال نائب حلب صحبتهم، ففرّوا أجمعين وتوجّهوا إلى على دولات فالتجأوا (٣) إليه، فلما بلغ الأمراء ذلك اضطربت أحوالهم وضربوا فى ذلك مشورة، فوقع الاتفاق على أن يولّوا جان بلاط من يشبك الذى كان دوادارا كبيرا نيابة حلب، عوضا عن أينال الذى كان بها، بحكم فراره مع آقبردى.

ولما تولى كرتباى الأحمر نيابة الشام وخرج إليها، أخلع السلطان على محمد بن العظمة وأعاده إلى نظر الأوقاف، وكان الساعى له عبد القادر بوّاب الدهيشة، فكثر عليه الدعاء من الناس بسببه. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان حافلا. - وفيه أخلع السلطان على جانبلاط الموتر أحد العشرات، وقرره فى الحسبة، عوضا عن تانى بك من حديد بحكم موته. - وفى تلك الأيام اشتدّ الغلاء وانتهى سعر القمح إلى ثلاثة أشرفية كل أردب.

وفيه كان دخول الأتابكى أزبك إلى القاهرة، وقد حضر من مكة، فلما حضر أخلع عليه وأعاده إلى الأتابكية، عوضا عن تمراز الشمسى، بحكم قتله كما تقدّم، وكان دخول الأتابكى أزبك فى يوم الخميس ثامن عشرين هذا الشهر، وكان مدّة غيبته فى مكة سنتين وثلاثة أشهر وأيام. - وفيه هجم المنسر على سوق تحت الربع وسوق الحاجب وفتحوا عدّة دكاكين، فلما بلغ الوالى ذلك ركب وتحارب مع المنسر، وقتل من أعوانه جماعة، ولم يبلغ من المنسر أربا وراحت على التجار أموالها.


(١) الذين: الذى.
(٢) حلب: أضيف بعدها فى ف: فلما توجه إلى حماة حاصرها وأخذ منها أموالا لها صورة، فلما وصل إلى حلب.
(٣) فالتجأوا: فالتجوا.