للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعيد إليها الشهابى أحمد بن ناظر الخاص يوسف؛ وقرّر البدرى محمد بن كمال الدين ناظر الجيش كان، فى نظر الجوالى، عوضا عن الناصرى (١) محمد بن العينى بحكم صرفه عنها؛ وأخلع السلطان على عمّه قايت، وقرّره فى الزردكاشية الكبرى؛ وقرر شمس الدين الفرنوى فى نظر الأحباس، عوضا عن محمد بن مزاحم الطرابلسى؛ وعيّن الأمير سودون العجمى إلى نيابة الإسكندرية، عوضا عن بيبردى أخو قانصوه خمسمائة، وكان يعرف ببيبردى الفهلوان، وأرسل بالقبض عليه؛ فلما جرى ذلك وقع النهب فى دور الأمراء الذين (٢) اختفوا لما انكسر قانصوه خمسمائة، وأقامت القاهرة نحوا من أربعة عشر ليلة لم يدقّ فيها طبلخاناه على باب أمير مقدّم ألف، بموجب اختفائهم واضطراب الأحوال.

وفى هذه المدة كانت القلعة شاغرة، لم تقام بها خدمة، ولا يصعد إليها أمير، والإشاعات كل ليلة قائمة بوقوع فتنة، وكثر القيل والقال فى ذلك، وامتنع الناس من الأسفار إلى الشرقية والغربية لتزايد فساد العربان فى الطرقات، والقاهرة مائجة بأهلها يترقّبون وقوع فتنة كبيرة.

ومن العجائب أن لما انكسر قانصوه خمسمائة، توجّه فى ذلك اليوم قانصوه الشامى ومصرباى الثور والى القاهرة، فخرجا على جرايد الخيل إلى برّ الجيزة، ويتوجّهان (٣) من هناك إلى ثغر الإسكندرية ليقتلا الأتابكى تمراز وتانى بك قرا، وكانا فى السجن بالإسكندرية كما تقدّم، وكان بيبردى أخو قانصوه خمسمائة يومئذ نائب ثغر الإسكندرية، فلم يشكّا بأن نائب الإسكندرية يمكنهما من قتل الأتابكى تمراز وتانى بك قرا، فكان تدبيرهما فى تدميرهما، فبينما هما فى أثناء الطريق، فخرج عليهما جماعة من العربان فى تروجة، فتحاربا معهما فانكسرا وقبضت عليهما العربان، فقتل مصرباى الثور، وحزّت رأسه، وعلّقت على باب الإسكندرية، وأما قانصوه الشامى قبضوا عليه وأحضروه إلى الإسكندرية، فسجن فى البرج الذى كان به الأتابكى تمراز، والمجازاة من جنس العمل، وقد قيل:


(١) الناصرى: فى ف: الشمسى.
(٢) الذين: الذى.
(٣) ويتوجهان: ويتوجها.