للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه حضر إلى القاهرة قانى باى قرا الرماح، وكان أتابكا بحلب وصرف عنها.

وفى ربيع الآخر سافر سيباى الدوادار الثانى إلى جهة غزّة بسبب آقبردى الدوادار، وقد ثبت أنه عند آقباى نائب غزّة، ثم جاءت الأخبار بأن آقبردى الدوادار قد خرج من غزّة، هو وآقباى النائب، وتوجّها إلى نحو البلاد الشامية، فتأثّر الأمراء لذلك وضربوا مشورة فى أمره، فوقع الاتفاق على أن يكتبوا له بأمان من السلطان والأمراء، فكتبوا له أمانا وأرسلوه له، وكل هذا عين الخداع له. - وفيه قرر محمد بن أبى يزيد فى نظر البيمارستان المنصورى، وكان قد عظم أمره فى تلك الأيام جدا. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة قانصوه نائب قلعة الروم، وكان لا بأس به.

وفى جمادى الأولى نزل السلطان من القلعة، وتوجّه إلى قبّة يشبك التى فى المطرية وبات بها، ثم طلع إلى القلعة، وشقّ من القاهرة وزيّنت له، وكان يوما مشهودا. - وفيه تزايدت الإشاعات بوقوع فتنة كبيرة، ووزّعوا الناس أمتعتهم من الدور، فلما كثر الكلام فى ذلك أحضر السلطان المصحف العثمانى وطلع به إلى القلعة، وحلّف عليه سائر الأمراء والجند، بأن يكونوا كلمة واحدة، ويكونوا عباد الله إخوانا، وأن الأمراء الذين (١) هم من عصبة آقبردى الدوادار يظهرون (٢) ويكونون (٣) هم وإياهم شيئا واحدا، فوافق الأتابكى قانصوه على ذلك، وكذلك كرتباى الأحمر وبقيّة الأمراء.

فلما جرى ذلك نادى السلطان فى القاهرة، بأن الغيّاب الذين (١) من عصبة آقبردى الدوادار يظهرون (٢) ولهم الأمان من الأمراء والسلطان، فعند ذلك ظهر شاد بك أخوخ الذى كان أمير آخور كبير، وأينال الخسيف الذى كان حاجب الحجاب، وقانم قريب السلطان أحد المقدّمين كان، وجانم المعروف بمصبغة، فلما ظهروا طلعوا إلى القلعة، فأخلع عليهم السلطان كوامل بصمّور، وذلك فى يوم الثلاثاء سابع عشرين هذا الشهر، ثم رسم لهم السلطان بأن يتوجّهوا إلى دار الأتابكى قانصوه التى بقناطر


(١) الذين: الذى.
(٢) يظهرون: يظهروا.
(٣) ويكونون: ويكونوا.