المماليك الجلبان، وكادوا أن ينشوا فتنة، ولم يكن لتلك الإشاعة صحة. - وفيه عزل الشهابى أحمد ناظر الجيش، وولى القاضى محيى الدين عبد القادر القصروى، وكان الساعى له جان بلاط الدوادار، وكان من أخصائه. - وفى هذا الشهر كان ابتداء لبس الأمراء المقدّمين للتخافيف التى بالقرون الطوال، وقد خرجوا فى ذلك عن الحدّ، وفى هذه الواقعة يقول بعض الشعراء:
يقول أميرنا لما تبدّا … أنا فى الحرب ذو القرنين دعنى
أنا كبش وأعداى نعاج … إذا برزوا فأنطحهم بقرنى
وفيه أخلع على قانصوه الألفى وقرّر أمير آخور كبير، عوضا عن شاد بك أخوخ بحكم اختفائه (١). - وفيه أخلع على يخشباى وقرّر فى نيابة قلعة دمشق، بعد ما كانت بيد نائب الشام، وجرى بسبب ذلك أمور يطول شرحها. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة كرتباى نائب البيرة، وكان قصد التوجه إلى مصر فمات ببعلبك.
وفى ربيع الأول أخلع على الناصرى محمد بن الشهابى أحمد بن العينى، وقرّر فى نظر الجوالى، عوضا عن عبد القادر القصروى. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان حافلا، وهذا أول موالده، فلما حضر بين الأمراء اعتراه النعاس حتى رش الماء على وجهه كى يستفيق. - وفيه نزل السلطان من القلعة، وتوجّه إلى تربة والده، فزار قبره، ثم توجّه من هناك إلى قبّة الأمير يشبك الدوادار التى بالمطرية، ثم عاد إلى القلعة وشقّ من القاهرة فى موكب حافل.
وفيه أخلع السلطان على كرتباى ابن عمّة السلطان، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل. - وفيه قرر قانصوه دوادار يشبك الدوادار فى أمرة ميسرة بحلب، ثم جرى عليه بعد ذلك أمور شتى. - وفيه قرر قصروه فى نيابة الكرك كما كان أولا. - وفيه قرر طومان باى الخازندار فى نيابة الإسكندرية، فأقام بها مدّة يسيرة ثم عاد إلى القاهرة، وطومان باى هذا هو الذى ولى السلطنة فيما بعد وتلقّب بالعادل. -
(١) اختفائه: أضيف بعدها فى ف ما يأتى: وفيه أنعم السلطان على دولات باى الفلاح بتقدمة ألف وصار من جملة المقدمين.