للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الدوادارية الثانية، وكان يعرف بكسباى الشريفى؛ وقرّر مصر باى فى شادية الشراب خاناه؛ وقرر أركماس الحلبى فى نيابة القلعة؛ وقرر سودون العجمى فى أستادارية الصحبة؛ وقرّر برد بك من بير على فى تجارة المماليك، فأخلع على هؤلاء الجميع فى يوم واحد.

وفيه جاءت الأخبار من المدينة الشريفة، بأن أمير المدينة هجم على حواصل المال التى بها من قبل النذور، فاستولى على اثنى عشر ألف دينار، وأخذ عدة قناديل ذهب كانت معلقة بالحجرة الشريفة، وخرج إلى جهة العراق فلم يدرك. - وفيه أخبر جماعة من الفلكية بأن زحل قد اقترن مع المريخ فى برج الحوت، وذكروا بأن هذا القران سيقع به فتن عظيمة عن قريب، فأجاب شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفى عن ذلك بقوله:

ليس القران بفاعل … كلا ولا بمؤثّر

إن المؤثّر فعل من … خلق القران تدبّر

فالفعل عنه صادر … كم يا منجّم تفترى

وفيه توفى بيغوت من قبجق (١) قرا، أحد الأمراء العشرات الأشرفى برسباى، وكان لا بأس به، فلما مات أنعم السلطان بأمرته على تانى بك الأبح. - وفى هذه الأيام رخص المغل جدا، حتى أبيع كل خمسة أرادب قمح بدينار، وأبيعت البطة الدقيق بثلاثة أنصاف، وعمّ الرخاء فى سائر البضائع.

وفى جمادى الأولى رسم السلطان بفطع أيدى ثمانية أنفار ممن يعملون الدراهم الزغل، وكان فيهم شيخ قد ناف عن الثمانين، فقطعت أيديهم وشهروا فى القاهرة. - وفيه توفى الزينى فرج المقرئ، وكان قد قارب التسعين سنة من العمر، وكان لا بأس به. - وفيه توفى قايتباى الناظر الظاهرى خشقدم، وكان من الأمراء الطبلخانات بدمشق. - وفيه أذن السلطان إلى القاضى محبّ الدين (٢) محمود بن أجا، بأن يتوجّه إلى حلب على وظيفته فى قضاء الحنفية بحلب، وكان قد حجّ فى العام الماضى.


(١) قبجق: ز: قبخق.
(٢) محب الدين: فى ف: بدر الدين.