وفى جمادى الآخرة نزل جماعة من المنسر على علاى الدين بن الصابونى ناظر الخاص، وكان فى تربته التى أنشأها فى رأس دور الحسينة، فأخذوا جميع ما كان عنده، وجرح ابن الصابونى فى يده، وكانت واقعة مهولة. - وفيه مات يشبك دجاج المحمدى الظاهرى جقمق أحد العشرات.
وفى رجب توفى الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن عربشاه الدمشقى الحنفى، شيخ المدرسة الصرغتمشية، وكان من أهل العلم والفضل لا بأس به، فقرّر عوضه فى مشيخة الصرغتمشية شمس الدين الغزّى. - وفيه جاءت الأخبار بأن قانصوه نائب دوركى، شنق قاضى المدينة سيف الدين يوسف الحنفى، وقد بلغه أنه يكاتب ابن عثمان بأخبار هذه المملكة، وربما اتّهم بذلك.
وفى شعبان كانت وفاة القاضى عبد الغنى بن الجيعان، وهو عبد الغنى ابن علم الدين شاكر، وكان متولّى كتابة الخزانة، وكان من خيار بنى الجيعان، رئيسا حشما موصوفا بالكرم الزائد، ويحكى عنه أشياء فى برّه للناس ما لا يحكى عن البرامكة فى أيامهم، ومات وهو فى عشر الثمانين، وكانت جنازته حافلة، فكان أحق بقول القائل:
فلو أن البرامك عاينوه … وأنعمه تعمّ الخلق سقيا
فينضب جعفر ويعوز (١) فضل … ويبلى خالد ويموت يحيى
وفيه هجم المنسر على سوق التجّار بجامع ابن طولون، وكسروا منه عدّة دكاكين، وأخذوا ما كان فيها من القماش، وراحت على أربابها.
وفى رمضان توفى سودون أكديش الظاهرى جقمق أحد العشرات، وكان لا بأس به. - ومن الحوادث فى هذا الشهر أن السلطان نادى للعسكر بالعرض، فلما طلعوا إلى القلعة أحضر لهم المصحف الكبير العثمانى وحلّفهم عليه قاطبة، وكذلك الأمراء أن لا يخرجوا عن طاعته ولا يخافوه فيما يريد،