سعى فى ذلك بمال له صورة. - وفيه قرّر مصر باى من على باى فى نيابة قلعة حلب. - وفيه تعيّن تانى بك الجمالى فى أمرة الحاج بركب المحمل، وعيّن كرتباى بن أخت السلطان فى أمرة الركب الأول.
وفى جمادى الآخرة توفى الأمير أزدمر تمساح من يلباى الظاهرى جقمق، أحد المقدمين الألوف، وكان رئيسا حشما محمود السيرة، ولا سيما فى سفر الحجاز، وقد سافر أمير حاج ركب المحمل عدّة مرار، والناس عنه راضية والثناء عنه جميل. - وفيه توفى الصاحب قاسم شغيتة، وكان من الأعيان، تولّى نظر الدولة والوزارة غير ما مرّة، وجاء فى الوزارة على الوضع، وكان كفوا للمنصب، ثائرا بالسداد، منفذا فى مباشرته، وجرى عليه شدائد كثيرة ومحن، ومات وهو فى التوكيل به، وربما قيل كان فى الخشب حتى مات، وباشر ديوان الوزارة مدّة طويلة وآل أمره إلى أن مات أشرّ موتة.
ونقل بعض المؤرخين على أن قاسم هذا كان فى مبتدأ أمره خبازا، وأن صلاح الدين المكينى أشهره فى القاهرة لما كان محتسبا، ثم إن قاسم صار من جملة صيارف اللحم، فلما قرّر شمس الدين البباى فى الوزارة، تحشّر فيه وصار من جملة مباشرين (١) الدولة، فلما غرق البباى تكلم فى الوزارة، هو وعبد القادر الطويل، ثم إن قاسم راج أمره وترشّح للوزارة حتى استقرّ بها، وصار من أعيان الرؤساء بمصر، وباشر الوزارة أحسن مباشرة ونتج فى السداد فيها، وقد قال القائل فى المعنى:
وكم جاهل يدعى رئيسا لقومه … كذاك الخصى يدعى رئيسا من الأعضا
وفى رجب كانت وفاة القاضى شرف الدين يحيى بن البدر حسن ناظر الأوقاف، وكان رئيسا حشما، لكنه أظهر للسلطان نتيجة، وعادى الناس قاطبة، ولا سيما الأتراك، بسبب ما أفرده على البلاد لأجل الخمس، كما تقدّم ذكر ذلك، فنهبوا المماليك داره فى بعض الركبات، واستمرّ فى عكس إلى أن مات، ولم يثن عليه أحد خيرا فى