للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه خرج المحمل من القاهرة، وكان أزدمر تمساح بالمحمل وأينال الفقيه بالأول. - وفيه توفى تانى بك الخازندار، وكان من خواصّ السلطان لا بأس به. - وفيه قرّر فى قضاء الحنابلة بمكة الشهاب الشيشينى (١)، وهو قاضى قضاة مصر الآن. - وفيه توفى جانى بك المحمودى الظاهرى جقمق، خشداش السلطان، وكان من العشرات، ورأى غاية العزّ فى أيام السلطان، وكان لا بأس به. - وفيه توفى الشيخ أبو الكرم المغربى، وكان فاضلا فى علم الفلك ومعرفة أحواله.

وفى ذى القعدة توقّف النيل عن الزيادة أياما، حتى تقلّق الناس لذلك، وارتفع سعر الغلال، وتكالب الناس على مشترى القمح والشعير وغير ذلك من الغلال، واستمرّ النيل فى توقّف وربما نقص الذى كان زاده، ثم بعث الله تعالى بالزيادة واستمرّت حتى كان الوفاء، وفى هذه الواقعة يقول الناصرى محمد بن قانصوه من صادق، وهو قوله:

قلعت أصابع نيلنا … عين الذى خزن الغلال

وغدت تقول النقص كا … ن على الوفا قطعا وزال (٢)

وقد أجاد، وقال شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفى:

النيل وافا ووفّا … مبشّرا بالمنافع

وخازن القوت عينيه تقلّعت بالأصابع

وفى أواخر هذا الشهر كان الوفاء، وحصل للناس غاية الجبر، بعد أن كان النيل قد نقص وآيس الناس من طلوعه فى هذه السنة، فتوجّه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة، وكان يوما مشهودا. - وفيه توفى عبد العظيم أحد كتاب المماليك، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة يشبك من حيدر نائب حماة، وكان أصله من مماليك الأشرف أينال، وتولّى عدة وظائف سنية، منها ولاية القاهرة، والأمير آخور الثانية، ثم بقى مقدّم ألف، ثم بقى نائب حماة، وكان لا بأس به، ومات وهو نائب حماة ودفن بها؛ فلما مات يشبك أخلع السلطان على آقباى الطويل،


(١) الشيشينى: الشيشنى.
(٢) وزال: وزلال.