للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقايتباى الأشقر، وآخرين منهم.

وفى شوال كان عيد الفطر بالجمعة، ولهج غالب الناس بزوال السلطان عن قريب، وما ذاك إلا أن العيد إذا جاء يوم الجمعة يخطب فى ذلك اليوم خطبتين، ويدعى للسلطان فى ذلك اليوم على المنابر مرتين، فيلهجون الناس بأن فيه كمال سعد للسلطان، وهو وجه العلّة فى هذه المسألة، وقد جاء فى أيام الأشرف قايتباى خمسة أعياد بالجمعة ولم يضرّه ذلك، ومكث فى هذه المدّة الطويلة ولم يؤثّر فيه ذلك شيئا، فمن ذلك عيد فطر بالجمعة (١) سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، وعيد فطر أيضا بالجمعة سنة ست وثمانين وثمانمائة، وعيد نحر بالجمعة سنة ثمان وثمانين وثمانمائة، وعيد نحر أيضا بالجمعة سنة ست وتسعين وثمانمائة، وعيد فطر أيضا بالجمعة سنة تسع وتسعين وثمانمائة، فهذه خمسة أعياد وقد مرّت عليه وهى بالجمعة، وهو ثابت فى مملكته لم يتزحزح منذ ثلاثين سنة، فكان كما يقال فى المعنى:

لا ترقب النجم فى أمر تحاوله … فالله يفعل لا جدى ولا حمل

مع السعادة ما للنجم من أثر … فلا يضرّك مرّيخ ولا زحل

وفى هذا الشهر توفى الأديب الفاضل محمد بن شادى خجا المحمدى، وكان شاعرا ماهرا وله نظم جيّد فائق فى المعانى، ومن شعره الرقيق، وهو قوله:

لم أصغ فيمن قد بنى فى الحشا … بيتا من الحبّ لواش وشاد

رشا له لحظ إذا ما رنى … أنساك فيه الغىّ عين الرشاد

ومولده بعد الخمسين والثمانمائة، ومما قاله فيه الشهاب المنصورى من المديح وأجاد:

أنت شاد بنغمة الشحرور … فى رياض المنظوم والمنثور

ذو ذكاء فالعبير الرطب منه … ضائع عند طيب ذاك العبير

عجبا لى مكاتب ورقيق … مع أنى أحتاج للتدبير

يا ابن شاد مذ شاد مدحك ذكر … قلت إنى من حسنه فى قصور


(١) بالجمعة: كتب فى الأصل قبل كلمة وعيد» السابقة.