للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لا بأس به. - وفيه قدم شخص من ماردين، يقال له نور على، وقد فرّ من رستم صاحب العراقين لذنب أوجب ذلك، فانتمى إلى سلطان مصر، فلما حضر أكرمه السلطان ورتّب له ما يكفيه، وأقام بمصر مدة طويلة حتى توفى الأشرف قايتباى، ففرّ إلى بلاده. - وفيه مات يشبك قرقاش (١) الحسنى الأشرفى برسباى، أحد الأمراء العشرات، وكان لا بأس به.

وفى شعبان أعيدت مشيخة المدرسة الأشرفية لبرهان الدين الكركى الإمام، عوضا عن الصلاح الطرابلسى بحكم وقاته. - وفيه كانت وليمة عرس الأمير جان بلاط، على ابنة القاضى كاتب السرّ ابن مزهر، وهى أخت البدرى كاتب السرّ ابن مزهر، وكان مهمّا حافلا. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب تونس ومدينة أفريقية، وهو زكريا بن يحيى بن محمد بن عثمان بن محمد بن أبى فارس الحفصى، مات بالطاعون، فلما توفى قرّر ولده عمر فى مملكة أفريقية، عوضا عن أبيه زكريا.

وفى رمضان رخص سعر البطيخ العبدلّى، حتى أبيع كل حمل بنصفين فضة، ولولا المكس لأبيع بأقلّ من ذلك، وأبيع فى الحوانيت كل قنطار بنصف فضة. - وفيه كانت وفاة العلاى على بن خاص بك صهر السلطان، وهو على بن خليل ابن حسن بن خاص بك التركى الأصل، وكان رئيسا حشما دينا خيرا، من أعيان أولاد الناس، وكان قد كبر وشاخ، ومولده قبل الثلاثين والثمانمائة، وكانت جنازته حافلة، وأخرج بكفّارة، ونزل السلطان وصلّى عليه فى سبيل المؤمنى، ومشت الأمراء قدّامه للتربة، وكان له اشتغال بالعلم، وكان ينظم الشعر وله نظم جيّد، فمن ذلك قوله فى مؤذّن:

ومؤذّن فى حسنه، أنا مغرم لا أصبر … لمّا طلبت وصاله، أضحى علىّ يكبّر

وفيه أنعم السلطان بأمريات عشرة على جماعة كثيرة من الخاصكية، منهم طومان (٢) باى الثور، وتمر القصير، الذى بقى زردكاشا، ثم بقى مقدّم ألف،


(١) قرقاش: كذا فى الأصل، وفى ف: قرقماس. وقد ورد اسم قرقاش هنا فيما سبق ص ١٠٣ س ١٧.
(٢) طومان: فى ف: طوغان.