للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من القلعة ويسكن بالمدينة، وما حصل على الخليفة خير بسبب ذلك، ونزل هو (١) وعياله من القلعة وسكن فى القاعة التى بطريق مشهد السيدة نفيسة ، وكانت إشاعة النار بأنها من مطبخ الخليفة باطلا ليس لها صحة، وإنما ذلك كلام الأعداء فى حقّ الخليفة.

وفيه خسف جرم القمر خسوفا تاما حتى اظلمت الدنيا، وأقام فى الخسوف نحوا من ثلاثين درجة. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن وقع بها الغلاء المهول، حتى مات من أهلها نحو من ألفين وخمسمائة إنسان من شدة الجوع، وأكلوا الجيف والميتات.

وفيه أمر الأتابكى أزبك بتجديد عمارة المدرسة المنصورية التى بدهليز البيمارستان، وعمل على الفسقية التى بها قبّة، وجدّد بها منبرا، وأقام بها خطبة وخطب بها؛ ولم يعهد قبل ذلك أن أحدا من الأتابكية قبله أقام بها خطبة، فعدّ ذلك من النوادر، ولقد رام ذلك الأتابكى أيتمش البجاسى فى دولة الناصر فرج بن برقوق فى سنة اثنتين وثمانمائة، فتعذّر عليه ذلك، وأفتاه بعض العلماء بأنه لا يجوز له ذلك، وأن فيه مخالفة لشرط الواقف، فرجع عن ذلك، فلما تولّى الأتابكية تمراز الشمسى بعد أزبك أبطل الخطبة منها، فلما قتل تمراز وأعيد أزبك إلى الأتابكية ثانيا أعاد بها الخطبة، واستمرّت إلى الآن.

وفيه ثارت رياح مزعجة حتى ارتاع الناس منها، فلما أصبح الناس اجتاز بعض الناس بالكيمان التى خلف المجراة، فرأى فى الأرض أثر قدم إنسان، فكان طوله فوق الذراع، وقد أثر ذلك فى التراب الناعم، وظهر فى عدة أماكن بين الكيمان، فأشيع ذلك بين الناس ولا يعلم ما سبب ذلك.

وفى رجب كانت وفاة الشيخ صلاح الدين الطربلسى، وهو محمد بن محمد بن يوسف الحنفى، وكان عالما فاضلا مفتيا بارعا فى مذهبه، وولى عدّة تداريس، ثم ولى مشيخة المدرسة الأشرفية التى تجاه سوق الوراقين، ومات وهو فى عشر الستين،


(١) هو: وهو.