للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحتجب عن العيون سبحان … جلّ من لا تدركه الأبصار

انتهى ذلك.

وفى شعبان ارتفع الطاعون عن مصر والقاهرة جملة واحدة، ومشى نحو بلاد الصعيد. - وفى هذا الشهر توفى الشيخ شمس الدين الحمصانى، محمد بن أبى بكر بن محمد القاهرى الشافعى، الكاتب المجيد، وكان عالما فاضلا عارفا بالقراآت السبع، وكان إمام جامع ابن طولون، وكان دينا خيرا لا بأس به، ومولده سنة عشرة وثمانمائة. - وفيه توفى الشيخ محمد العجمى، الذى كان مقيما بجامع كراى، وكان من أولياء الله تعالى معتقدا بالصلاح. - وفيه جاءت الأخبار من بلاد المغرب بأن الفنش صاحب قشتيلية الفرنجى قد ملك غرناطة، التى هى دار مملكة الأندلس، وكانت هذه الواقعة من أعظم الوقائع المهولة فى الإسلام.

وفى رمضان قرّر ناصر الدين محمد الصفدى فى وكالة بيت المال، وحصل منه الظلم والعسف فى الناس. - وفيه ثارت فتنة كبيرة بين المماليك الجلبان، بسبب تفرقة الأفاطيع التى توفّرت عن المماليك الذين (١) ماتوا بالطاعون، فشرع السلطان يفرّق المثالات على المماليك باستدعاء اسم كل مملوك مثل الجامكية، وأخرج عدّة أقاطيع من الذخيرة، وفرّقها على المماليك حتى أرضاهم بكل ما أمكن، فكان معظم كل إقطاع نحو خمسة وعشرين ألف درهم، ومنهم دون ذلك، وقد تحيّر السلطان فى رضا المماليك بسبب ذلك.

وفى شوال خرج المحمل من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل تانى بك الجمالى أمير مجلس، وبالأول كرتباى قريب السلطان. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على الصاحب قاسم، فعزله، وكان يومئذ ناظر الدولة؛ فلما صرف عنها قرّر بها عبد القادر الطويل، عوضا عن قاسم شغيتة.

وفى ذى القعدة (٢) أمر السلطان بتجديد عماره الميداغن الناصر، وكان الأتابكى


(١) الذين: الذى.
(٢) وفى ذى القعدة: أضيف هنا فى ف ما يأتى: وفى ذى القعدة ابتدأ السلطان بتفرقة -