للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذهب، فقدم إلى القاهرة معزولا، ومات بها، وكان لا بأس به. - وفيه أرسل السلطان خلف قانصوه اليحياوى، الذى كان نائب الشام وعزل، ونفى إلى القدس بطالا بسبب ما وقع فى فتنة باينذر كما تقدم، فلما حضر أخلع عليه السلطان وأعاده إلى نيابة الشام، عوضا عن قجماس الإسحاقى بحكم وفاته.

وفيه أخلع على مغلباى الشريفى، الذى كان أستادار الصحبة، وقرّر فى ولاية القاهرة، عوضا عن يشبك من حيدر بحكم صرفه عنها؛ ثم بعد مدّة طويلة أخلع على أستنباى المبشّر، وقرّر فى أستادارية الصحبة، عوضا عن مغلباى بحكم انتقاله إلى الولاية. - وفيه جاءت الأخبار بفرار شاه بضاع بن ذلغادر، وكان مسجونا بقلعة دمشق، فلما بلغ السلطان ذلك تنكّد إلى الغاية، ورسم بشنق نائب قلعة دمشق؛ ثم جاءت الأخبار بأن شاه بضاع لما فرّ من قلعة دمشق توجّه إلى ابن عثمان، فأكرمه وأقام عنده إلى أن كان من أمره ما سنذكره فى موضعه.

وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل أزدمر تمساح، وبالأول خاير بك كاشف المحلة. - وفيه توفى مجد الدين إسماعيل الشطرنجى، وكان عالية فى نقل الشطرنج، وجيها عند الأمراء، كثير العشرة للناس، ومولده بعد الثلاثين والثمانمائة. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على موفق الدين بن القمص الأسلمى ناظر الدولة، فضربه بالمقارع بين يديه بالحوش، وسلّمه للأمير آقبردى الدوادار؛ ثم أخلع على شرف الدين ابن البدر حسن وقرّره فى نظر الدولة، عوضا عن موفق الدين بن القمص الأسلمى.

وفى ذى القعدة قدم قاصد من عند ملك الغرب صاحب الأندلس، وعلى يده مكاتبة من مرسله، تتضمّن بأن السلطان يرسل إليه تجريدة تعينه على قتال الفرنج، فإنهم قد أشرفوا على أخذ غرناطة، وهو فى المحاصرة معهم؛ فلما سمع السلطان ذلك اقتضى رأيه بأن يبعث إلى القسوس الذين (١) بالقيامة التى بالقدس، بأن يرسلوا كتابا على يد قسّيس من أعيانهم إلى ملك الفرنج صاحب نابل (٢)، بأن يكاتب صاحب قشتيلية، بأن يحلّ عن أهل أندلس ويرحل عنهم، وإلا يشوّش السلطان


(١) الذين بالقيامة: الذى بالقمامة.
(٢) نابل: كذا فى ف، وفى الأصل: بابل.