للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة. - وفيه قرّر قرقماس من ولىّ الدين فى الأمرة آخورية الثالثة، وكانت شاغرة مدّة؛ وقرر فى باشية الجند بمكة المشرفة أزدمر الأشرفى برسباى، عوضا عن شاد بك أمير آخور الظاهرى، بحكم وفاته.

وفى رمضان أخلع السلطان على الشيخ بدر الدين بن الديرى، وقرّر فى مشيخة الجامع المؤيدى، عوضا عن عمه تاج الدين، فأقام بها مدّة يسيرة وسعى عليه محيى الدين عبد القادر بن الدهانة الحنفى، فقرّره السلطان بها، وقد أورد مالا له صورة. - وفيه وصل الأمير آقبردى الدوادار، وكان مسافرا نحو الوجه القبلى، بسبب فساد عربان طائفة الأحامدة، وقد تقدّم ما جرى عليهم منه.

وفيه أخلع السلطان على الشيخ بدر الدين بن قاضى القضاة صلاح الدين المكينى، وقرّر فى مشيخة الخشّابية، عوضا عن الشيخ فتح الدين محمد بن قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى الشافعى، بحكم وفاته فى شهر رجب؛ وقد سعى فيها بدر الدين المكينى بمال له صورة حتى قرّر بها. - وفيه توفى القاضى عبد الغفار الميدومى الشافعى، أحد نواب الحكم، وكان لا بأس به. - وفيه ختم قراءة صحيح البخارى بالقلعة، وكان بالحوش كالعام الماضى، وفرّقت الصرر على الفقهاء بحكم النصف، وقطعت صرر من له خلع، وقد شحّ السلطان فى هذه الأيام جدا.

وفى شوال جاءت الأخبار بوفاة نائب الشام قجماس الإسحاقى الظاهرى (١)، وكان دينا خيرا فى غاية الاحتشام مع لين جانب، وكان إنسانا حسنا لا بأس به، وهو الذى أنشأ المدرسة التى عند الدرب الأحمر بقرب سوق الغنم، وأنشأ مثلها بدمشق، وله آثار حسنة غير ذلك. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على يشبك من حيدر والى القاهرة، فأمر بنفيه إلى الكرك، فشفع فيه الأتابكى أزبك وردّ من الخانكة، فعزل من الولاية واستمر فى أمرة عشرة.

وفيه توفى الجلال أبو البقا بن الشحنة الحلبى الشافعى، قاضى القضاة بحلب، وكان عالما فاضلا تقلّد بمذهب الإمام الشافعى ، وكان والده حنفى


(١) الظاهرى: الظاهر.