للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه كان دخول قانصوه خمسمائة على ابنة الأتابكى أزبك، فحمل الجهاز من الأزبكية إلى دار قانصوه خمسمائة التى بقناطر السباع، فلما شقّ من القاهرة كان له يوم مشهود، فكان به من الحمّالين التى عليها الأمتعة زيادة على أربعمائة حمّال، فدهش الناس لرؤيته، ورجّت له القاهرة، وعدّ من النوادر، قيل كان ما صرف عليه نحو من مائتى ألف دينار، ولما كان ليلة العرس عمل بالأزبكية، وكان حافلا، ومدّت هناك الأسمطة الحافلة، ثم إن قانصوه خمسمائة ركب بعد العشاء من باب السلسلة، ومشت قدّامه الأمراء المقدّمين وهم بالشاش والقماش، ومشت الخاصكية قدّامه وبأيديهم الشموع الموقدة، فشقّ من القاهرة حتى وصل إلى الأزبكية، وعدّت هذه الزفّة من النوادر الغريبة؛ لكن حصل تلك الليلة غاية الضرر من المماليك الجلبان، خطفوا العمائم، وضربوا جماعة من الأمراء المقدّمين، وخطفوا الشمع من أيدى الخاصكية، وما حصل تلك الليلة منهم خير، وكادت تكون فتنة عظيمة.

وفيه رسم السلطان لكسباى المحتسب بأن يجمع له أعيان التجار الذين (١) بالأسواق، فلما عرضوا عليه قال لهم: ساعدونى بشئ من المال على خروج التجريدة، ثم أفرض عليهم أربعين ألف دينار، فضجّوا من ذلك، وقالوا: ما نقدر على هذا القدر كله، فلا زال يخفض (٢) عنهم من ذلك القدر والتجار يقولون: ما نقدر على هذا، فلما طال الأمر بينهم وبين السلطان تقرّر الحال على أن يردوا اثنى عشر ألف دينار إذا خرجت التجريدة، فانفضّ المجلس على ذلك.

وفى شعبان توفيت الست فاطمة ابنة الجمالى يوسف ناظر الخاص، التى كانت زوجة الأمير خاير بك سلطان ليلة، وكانت رئيسة حشمة لا بأس بها. - وفيه توفى الشيخ تاج الدين بن قاضى القضاة سعد الدين الدميرى الحنفى، وكان ولى بعد أبيه مشيخة الجامع المؤيّدى، وكان عالما فاضلا، أخذ العلم عن أبيه ومولده سنة خمس وثمانمائة. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، فى ثانى عشر مسرى، وتوجّه


(١) الذين: التى.
(٢) يخفض: يحفظ