للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علم الدين صالح البلقينى؛ وكان عقد لها على الأمير خشكلدى البيسقى، ثم فسخ العقد قبل الدخول، ثم تزوّج بها القاضى كاتب السرّ أبو بكر بن مزهر، ثم تزوّجت بعده بالقاضى قطب الدين الخيضرى، ثم تزوّجت من بعده بالسيد الشريف إسحق البردينى (١) وماتت تحته، وكان مولدها سنة ستين وثمانمائة.

وفيه فى يوم الجمعة كان عقد قانصوه خمسمائة على ابنة الأتابكى أزبك من خوند ابنة الظاهر جقمق، عقد بجامع القلعة، وحضر القضاة الأربعة وأعيان الناس، وكان عقدا حافلا، وأحضر السلطان عدّة زبادى صينى فيهم سكّر، ومشنات فاكهة، فرّقت فى الجامع، فكان كما يقال فى المعنى:

على أيمن الساعات عقد مبارك … بهىّ كما شاء الإله وأظهرا

سنىّ المعالى يسّرت حركاته … إذا الله سنّى أمر عقد تيسّرا

وفيه جاءت الأخبار بأن جانم الأجرود الأينالى كاشف منفلوط قد فرّ إلى بلاد النوبة، وكان السلطان أرسل بالقبض عليه، ففرّ من الخوف على نفسه، وأقام مدّة وهو هارب، حتى بعث السلطان إليه بالأمان.

وفى رجب لما صعدوا القضاة للتهنئة بالشهر، أمر السلطان بالقبض على جماعة القاضى الشافعى زين الدين زكريا، فقبض على علاى الدين الحنفى النقيب، وعلى أمين الحكم الصانى، وجماعة من الجباة، ووكّل بهم لعمل حساب أوقاف الشافعية التى تحت نظر القاضى الشافعى، فاستمرّوا فى الترسيم بسبب هذه الواقعة نحوا من ثلاث سنين، والسلطان يتغافل عنهم. - وفيه أخلع السلطان على القاضى عزّ الدين الحسناوى (٢)، وأعاده إلى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن أبى البقا بن الشحنة. - وفيه توقّف النيل عن الزيادة اثنى عشر يوما متوالية، إلى تاسع أبيب، فزاد قلق الناس بسبب ذلك، ثم بعث الله تعالى بالزيادة، واستمرّت إلى أن أوفى، وقال القائل:

فى أبيب جاء حرّ: فوق ما قد كان عاده … زاد فيه النيل دفقا: قلت حرّ بزياده


(١) البردينى: كذا فى ف، وفى الأصل: التزويى.
(٢) الحسناوى: فى ف: الحسباوى.