الشيخ محيى الدين عبد القادر الفرضى، وكان علامة فى الفرائض، وهو عبد القادر ابن على بن شعبان القاهرى الحنفى، وكان إمام جامع أصلام.
وفى جمادى الأولى توفى الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن عمر البلقينى الشافعى، وكان فاضلا ناب فى الحكم، وكان محمود السيرة. - وفيه جاءت الأخبار من عند الأمير آقبردى الدوادار، بأنه قد انتصر على العرب الأحامدة، وكان توجّه إلى الوجه القبلى بسبب ذلك، فقتل منهم ما لا يحصى، وأسر نساءهم وأولادهم، وبعث بهم إلى مصر، فأباعوهم كما يباع الرقيق من الزنج؛ ووقع لآقبردى مع الأحامدة أمور غريبة، يطول الشرح فى ذكرها، وعذّب منهم جماعة بالنار، وطمّ منهم جماعة بالتراب وهم أحياء، وتفنّن فى عذابهم تفنينا، وقد مهّد بلاد الصعيد منهم، وكانوا أظهروا الفساد بها جدا.
وفيه توفى القاضى سراج الدين عمر بن حريز المالكى، وهو عمر بن أبى بكر بن محمد بن محمد محرّز الهاشمى القريشى العلوى الحسينى المنفلوطى المالكى، وكان عالما فاضلا دينا خيرا، وولى قضاء المالكية بعد أخيه حسام الدين، وجرى عليه شدائد ومحن، وعزل من القضاء ودام معزولا حتى مات. - وفيه افتتن طائفتان من الزعر ووقع منهم أمور يطول شرحها، وصاروا يقتلون بعضهم بعضا جهارا، حتى أعيى الوالى أمرهم.
وفى جمادى الآخرة توفى برد بك طرخان الظاهرى جقمق، وكان إنسانا حسنا لا بأس به، وكان بيده أمرة عشرة يأكلها وهو طرخان. - وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة قناطر بنى المنجا، فخرج البدرى حسن بن الطولونى، ومعه جماعة من البنائين والمهندسين بسبب العمارة، وصرف على ذلك نحوا من سبعة آلاف دينار، وكانت هذه القناطر قد تشعّتت وآلت إلى السقوط، فتدارك السلطان ذلك، وجاءت من أحسن المبانى.
وفيه توفيت ستّ الخلفاء، ابنة الخليفة المستنجد بالله يوسف، وكانت بارعة فى الحسن، فكثر عليها الحزن والأسف من الناس، وكانت أمّها ابنة قاضى القضاة