للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه توفيت خوند آسية، ابنة المؤيد شيخ، ووالدة سيدى يحيى بن يشبك الفقيه، الذى كان دوادارا كبيرا (١)، وكان حصل لها تأسّف على ولدها يحيى لما مات، فكفّ بصرها فى أواخر عمرها، ومولدها سنة اثنتى عشرة وثمانمائة، وكانت آخر من توفى من أولاد الملك المؤيد شيخ.

وفى ذى القعدة ظهر برهان الدين بن الكركى إمام السلطان، وكان مختفيا من حين تغيّر خاطر السلطان عليه، فشفع فيه بعض الأمراء حتى ظهر وقابل السلطان، ونزل إلى داره بطالا. - وفيه أخلع على آقبردى الدوادار وقرّر فى الوزارة وكان متكلما فيها بغير تقرير، وقرّر موفق الدين بن القمّص الأسلمى فى نظر الدولة، عوضا عن قاسم شغيتة بحكم صرفه عن الوزارة ونظر الدولة، فوكّل به وأقام فى الترسيم حتى يعمل الحساب.

وفيه أخلع على كسباى الشريفى وقرّر فى الحسبة، عوضا عن البدرى بن مزهر بحكم استعفائه منها. - وفيه رسم السلطان بتوسيط عبد العزيز المعروف بعزّوز من أولاد بنى عمر أمير عربان هوّارة، ووسّط معه جماعة من أقاربه، وهو شخص يقال له يعقوب بن سليمان، وآخر يقال له موسى بن عبد الله، وآخر يقال له موسى بن أبى لاسون، وعلىّ أخى عزوز، وشخص يقال له محمد بن بشارة، فكانت آجالهم متقاربة من بعضهم. - وفيه بلغ سعر الأرز إلى ستة دنانير كل أردب ولا يوجد، ثم عزّ جدا حتى تناهى سعره إلى اثنى عشر دينارا كل أردب، حتى عدّ ذلك من النوادر الغريبة. - وفيه رسم السلطان بتوسيط شخص من كبار المنسر، يقال له أحمد الدنف (٢)، وله حكايات فى فن السرقة يطول شرحها.

وفيه حضر جماعة من الجند ممن كان مسافرا فى التجريدة، وقد حضروا من غير إذن من السلطان، وقصدوا الإخراق بالأتابكى أزبك باش العسكر وهو بحلب، فقال لهم: الذى يقصد الرواح إلى مصر يروح ويقابل أستاذه؛ فصاروا يجوا (٣) فى الدسّ،


(١) دوادارا كبيرا: دوادار كبير.
(٢) الدنف: الدنق. وفى ف: الدنف.
(٣) يجوا: كذا فى الأصل.