للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه توفى الشيخ قلج الرومى الأدهمى، شيخ زاوية السلطان التى بالمرج والزيات، فلما مات قرّرت فى مشيخة الزاوية امرأة، وهى زوجة قلج المذكور، فعدّ ذلك من النوادر، وكانت المرأة تقرب لجهان شاه. - وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن العسكر قد ثار على الأتابكى أزبك وقصد العود إلى القاهرة، فتشوّش السلطان لهذا الخبر، وأرسل يقول للأتابكى أزبك بأن ينفق على العسكر هناك لكل مملوك خمسين دينارا، ففعل ذلك وسكنت الفتنة قليلا.

وفيه ثار جماعة من المماليك الجلبان، وتوجّهوا إلى بيت البدرى بدر الدين ابن مزهر المحتسب، وقصدوا حرق بيته، فاختفى، وذلك بسبب تسعير البضائع من اللحم والخبز والجبن وغير ذلك، ثم توجّهوا إلى الشون وكسروا أبوابها ونهبوا ما فيها من شعير وقمح، ففعلوا ذلك بشون السلطان والأمراء، وكانت فتنة مهولة؛ فلما بلغ السلطان ذلك بعث إليهم جماعة من الخاصكية ومقدّم المماليك، فما قدروا على ردّهم، فركب السلطان بنفسه بعد العصر وتوجّه إلى بولاق، فلما رأوه فرّوا من وجهه، ثم أتوا إلى دار الصاحب قاسم فنهبوا كل ما فيها؛ فلما أصبحوا لم ينتهوا عما (١) هم عليه، ولم يطلع أحد من المباشرين إلى القلعة؛ ثم إن القاضى كاتب السرّ ترامى على السلطان وقبّل رجله ثلاث مرات بأن يعفى ولده بدر الدين من الحسبة، فما أجاب إلا بعد جهد كثير.

وفيه توفى الكاتب المجيد الزينى خطاب بن عمر بن خطاب الأزهرى الشافعى، وكان فاضلا وله اشتغال بالعلم، وكتب المنسوب من الخط الجيّد، وكان له فى ذلك دعاوى عريضة، وفيه يقول الشهاب المنصورى، وهو قوله:

بذى التهذيب خطّاب تسامت … صحايف زانها خطّا وضبطا

فلو نطق الطروس لفضّلته … وقالت أجود الكتّاب خطّا

وفيه وصل قيت الساقى الخاصكى، وهو قيت من آفباى، وكان توجّه قاصدا إلى يعقوب بن حسن الطويل، فعاد ومعه مكاتبة بإظهار التودّد وصدق المحبة للسلطان. -


(١) عما: عنما.