للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن كل من أخذ له بغل أو فرس يطلع إلى أمير آخور كبير يخلّصه، فسكن الحال قليلا.

وفى رمضان توفى برسباى الخازندار المحمودى، وكان من أخصاء السلطان من الأمراء العشرات، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة القاضى كمال الدين ناظر الجيش، وكان مجاورا بمكة فأتاه الأجل هناك، وهو محمد بن يوسف ناظر الخاص المعروف بابن كاتب جكم، وكان ريسا حشما وله اشتغال بالعلم، وولى نظر الجيش وهو فى حداثة سنّه، وباشرها (١) أحسن مباشرة، وحمدت سيرته بها حتى مات. - وفيه كان ختم البخارى بالقلعة، وكان حافلا جدا، وفرّقت الخلع والصرر على الفقهاء والعلماء.

وفى شوال خرج العسكر المعين إلى على دولات، وكان باش العسكر الأتابكى أزبك، وكان صحبته قانصوه خمسمائة أمير آخور كبير، وتانى بك قرا حاجب الحجاب، وتغرى بردى ططر أحد المقدّمين الألوف، وقد تقدّمهم ستّة من الأمراء المقدّمين، وهم: أزدمر أمير مجلس، وتغرى بردى ططر أحد المقدّمين، ثم خرج بعدهم تمراز الشمسى أمير سلاح، وأزبك اليوسفى أحد الأمراء المقدّمين، ثم خرج من بعدهما برسباى قرا رأس نوبة النوب، وتانى بك الجمالى أحد المقدّمين، وكان جملة الأمراء الذين (٢) خرجوا أولا وآخرا تسعة أمراء مقدّمين، ومن الجند نحو من ثلاثة آلاف مملوك بما تقدّم فى الأول والآخر؛ وكانت هذه التجريدة من أعظم التجاريد، وطلّب الأتابكى أزبك طلبا حافلا، حتى رجّت له القاهرة، وكذلك قانصوه خمسمائة، فكان طلبه غاية فى الحسن بحيث لم يعمل قط مثله، قيل كان مصروف طلب قانصوه خمسمائة نحوا من ثمانين ألف دينار، وخرج العسكر وهم لابسون آلة الحرب، وكان ذلك يوما مشهودا، وكان مع الأتابكى أزبك عدّة أمراء طبلخانات وعشرات، والجمّ الخفير من الخاصكية والمماليك السلطانية، فعدّت هذه التجريدة من النوادر.


(١) وباشرها: وباشهرها.
(٢) الذين: الذى.