للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السبع، وكان أحد نواب الحكم بدمشق. - وفيه جاءت الأخبار بوفاة يشبك البجاسى، الذى كان نائب حلب وعزل عنها، مات بصفد، وقد قاسى شدائد ومحنا، ولا سيما ما وقع له مع النابلسى وكيل بيت المال، وكان ريسا حشما تولّى عدّة وظائف سنية، منها: نيابة ملطية، ونيابة حماة، ونيابة طرابلس، ونيابة حلب، وصودر وسجن بدمشق، ثم نقل إلى صفد فمات بها. - وفيه رسم السلطان بأن أحدا من القضاة والشهود لا يعقد نكاحا على جلب من مماليكه، فتقلّق المماليك من ذلك (١)، ثم تزوّجوا فيما بعد ولم يلتفتوا إلى قول السلطان.

وفى ربيع الآخر وجد شخص من المماليك السلطانية، يقال له فارس الزردكاش، مقتولا بالصوّة بعد صلاة الصبح، ولا يعلم من قتله. - وفيه خرج العسكر المعيّن إلى على دولات، وكان باش العسكر برسباى قرا رأس نوبة النوب، وصحبته تانى بك الجمالى أحد المقدّمين، وعدّة من الأمراء العشرات، وقد خرجوا المقدّمين بغير طلب. - وفيه قبض آقبردى الدوادار على جماعة من أولاد ابن عمر، وسجنهم فى البرج الذى بالقلعة، وكان أحضرهم صحبته لما توجّه إلى الوجه القبلى، وقد تغيّر خاطر السلطان على بنى عمر.

وفى جمادى الأولى قرّر فى أمرة الحاج بالمحمل أزدمر المسرطن أحد المقدّمين، وبالأول برسباى اليوسفى أحمد الطبلخانات. - وفيه قرّر دولات باى الحسنى الظاهرى شاد الشون فى الرأس نوبة الثانية، عوضا عن قانى بك جشحة، وكانت هذه الوظيفة شاغرة مدّة طويلة. - وفيه توفى قراجا نائب جدّة، وكان أصله من مماليك جانى بك نائب جدّة، وكان لا بأس به. - وفيه وصل إلى القاهرة أينال السلحدار الأشرفى، الذى كان نائب طرابلس، فأكرمه السلطان وأخلع عليه وأقرّه فى شادية الشراب خاناه.

وفيه أخذ قاع النيل، فجاءت القاعدة فى هذا العام ثمانية أذرع وعشرين أصبعا،


(١) من ذلك، أورد المؤلف هنا بيتين من الشعر يمكن قراءتهما فى طبعة إستانبول ج ٣ ص ٢١٢.