جهات السلطان فوقف عليه مال، واستمرّ تحت العقوبة حتى مات، وكان من الأشرار.
وفيه توفى سودون الصغير العلاى الظاهرى، أحد الأمراء الطبلخانات، توفى بحلب، وكان يعرف بسودون الخازندار، وكان لا بأس به. - وفيه ضرب السلطان محمد بن العظمة ناظر الأوقاف بالمقارع فى وسط الحوش، وكتب عليه قسامة أن لا يعود قط يسعى فى نظر الأوقاف، ومتى سعى فى ذلك يكون دمه هدر، ثم بعث به إلى المقشرة، وكتب من هذه القسامة أربع نسخ، وبعث إلى كل قاض منها نسخة. - وفيه توفى قرقماس من يخشباى الظاهرى البواب، أحد الأمراء العشرات، وكان موته فجأة، وكان من خواص السلطان. - وفيه توفى أزبك أبو زيد الأينالى، أحد أمراء حماة، وكان لا بأس به. - وفيه توفى المسند السيد الشريف محمد أبو السعود العلوى الهاشمى الشافعى، وكان من الفضلاء بارعا فى الحديث.
وفى ذى القعدة جاءت الأخبار بأن على دولات قد أطلق أينال السلحدار نائب طرابلس، وكان عنده مأسورا. - وفيه أرسل السلطان خلعة إلى أزدمر أمير مجلس ورسم له بعوده إلى نيابة حلب كما كان أولا، عوضا عن وردبش بحكم قتله عند على دولات. - وفيه أرسل السلطان خلعة إلى مملوكه أينال الخسيف، الذى كان أتابك العساكر بحلب، ورسم له بأن يكون نائب صفد، وكان من أخصاء السلطان، ثم تغيّر خاطره عليه فنفاه إلى البلاد الشامية، فأقام بها مدّة، ثم رضى عليه وولاّه نيابة صفد بعد نيابة سيس وأتابكية حلب، ثم ولاّه فيما بعد نيابة حماة.
وفيه اقترن المشترى وزحل ببرج العقرب، وذكر أرباب الفلكية بأن هذا القران لم يقع من منذ مائتين وستين سنة، وأن ذلك يدلّ على وقوع فتن عظيمة، وكان الأمر كذلك، كما سيأتى الكلام عليه فى محله. - وفيه حضر قاصد من عند ملك الهند، فأكرمه السلطان وأخلع عليه. - وفيه وقعت نادرة غريبة وهو أن بعض الجند، يقال له جرباش المجنون، وكان غاية فى الرمى بالنشاب، وقف إلى السلطان فى طلب إقطاع عن شخص توفى، فلم يجبه السلطان إلى ذلك، فلما نزل إلى داره ذبح نفسه بيده من حنقه من السلطان، فراحت روحه ولم يرث له أحد.