للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسبب أشياء لم تظهر للناس.

وفيه رسم السلطان بنقل قانصوه الخسيف الأينالى من دمياط إلى مكة، وقد بلغه عنه ما يوجب تغيّر خاطره عليه. - وفيه زاد النيل زيادة مفرطة فى غير أوانها بعد انهباطه (١)، وقد شرّق غالب البلاد، فدخل الماء خليج الزربية بعد ما كان قد نشف، فتعجّب الناس من ذلك، ولكن لم يفد من هذه الزيادة شئ فى رىّ البلاد التى شرّقت قبل ذلك.

وفى شوال خرج الحاج من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل أزدمر تمساح أحد المقدمين، وبالركب الأول برسباى العلاى أحد العشرات، وحجّ صحبته سيدى منصور بن الظاهر خشقدم، وكان برسباى العلاى زوج أم سيدى منصور؛ وحجّ فى هذه السنة أبو البقا بن الجيعان، وصحبته جانبلاط وماماى الخاصكيان، وقد توجّه بسبب ما رتّبه السلطان فى المدينة الشريفة من أمر تفرقة الدشيشة التى رتّبها هناك؛ وحجّ فى هذه السنة عالم سمرقند الشيخ أبو بكر الليثى، وولده العلامة، وكانا قدما من سمرقند لأجل الحج؛ وحجّ فى هذه السنة الشيخ عبد اللطيف شيخ ركب المغاربة، وكان قدم صحبة الركب من تونس يروم الحجّ، وكان بالركب نحو من ألف وخمسمائة إنسان من المغاربة يقصدون الحج.

وفيه رسم السلطان بنفى مثقال الطواشى رأس نوبة السقاة، فخرج صحبة الحاج منفيا إلى مكة، وقد بلغ السلطان عنه بأنه يضرب دراهم مغشوشة، فقبض عليه وعلى شخص من مماليك الأتابكى أزبك يقال له تمربغا، فوجدوا فى بيت مثقال آلة الضرب التى يصنعون بها الدراهم الزغل، فرام السلطان قطع أيديهما، فشفع فيهما من القطع، فنفى مثقال الساقى وسجن تمربغا حتى مات وهو فى السجن. - وفيه مات على بن قمّتى، رأس نوبة النقباء، وكان من كبار الظلمة، مات تحت العقوبة، وكان من أعيان الناس، خدم جانى بك نائب جدّة لما كان دوادارا كبيرا، وخدم السلطان قايتباى لما كان رأس نوبة النوب، وخدم يشبك الدوادار، ثم تكلم فى بعض


(١) انهباطه: إن هباطه.