للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفيف بالإفادة لى كفيل … ضرير ما له فينا ضريب

سليب الكبر ذو قلب سليم … قرين للتقى منا قريب

وفيه أخلع السلطان على شمس الدين محمد بن بدر الدين حسن بن المزلق الدمشقى، وقرّر فى قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن الشهابى أحمد بن فرفور بحكم صرفه عنها. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى فى ثانى عشرين مسرى، فلما أوفى توجه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على جرى العادة، وكان يوما مشهودا. - وفيه قبض السلطان على محمد بن العظمة ناظر الأوقاف، وسلّمه إلى خشقدم الزمام، وألزمه بعمل الحساب.

وفى شعبان أخلع السلطان على شرف الدين عبد الباسط بن البقرى، وقرّر فى نظر الأوقاف، عوضا عن ابن العظمة بحكم صرفه عنها. - وفيه توفى جانى بك التنمى نائب الكرك، وكان لا بأس به. - وفيه توفى القاضى ولى الدين بركات بن الجيعان، وهو أبو البركات أحمد بن يحيى بن شاكر القاهرى الشافعى، وكان ريسا حشما عارفا بأحوال المملكة، تولّى نيابة كتابة السرّ وصار من أخصاء السلطان، ورشّح أمره إلى كتابة السرّ وهرعت الناس إلى بابه، ومات وهو شاب فى عشر الثلاثين، وكان جميل الهيئة حسن الشكل، عاقلا بشوشا، وله برّ ومعروف وصدقات كثيرة، وفيه يقول الشهاب المنصورى:

قال العواذل ما لمدحك قد غدا … يزداد فى الحركات والسكنات

فأجبتهم لا تعجلوا وتأمّلوا … ما زاد إلا وهو فى بركات

فلما مات تأسّف عليه السلطان وقال: لو كان ينفدى بمال لفديته، وكان يتصرّف فى أشغال السلطان كما ينبغى؛ ولما توفى القاضى بركات قرّر أخوه صلاح الدين فى نيابة كتابة السرّ، عوضا عن أخيه بركات بحكم الوفاة. - وفيه انهبط النيل سريعا، وقد ثبت على اثنين وعشرين أصبعا من ثمانية عشر ذراعا، فشرّق أكثر البلاد، وزاد سعر الغلال، ولا سيما القمح، وكان هذا سببا للغلوة التى وقعت فى السنة الآتية، كما سنذكر ذلك فى موضعه.