وفيه توفى التاجر نور الدين على بن مقلاع المصرى، وكان فى سعة من المال؛ وتوفى السيد الشريف شهاب الدين أحمد الأرسونى المالكى، أحد نواب الحكم، وكان عالما فاضلا مفتيا متواضعا علامة فى مذهبه، ومولده سنة سبع وعشرين وثمانمائة.
وفى جمادى الآخرة توقّف النيل عن الزيادة وقلق الناس، ثم تزايد واستمرّت الزيادة عمالة حتى كان الوفاء. - وفيه عزل الجمالى يوسف بن الزرازيرى عن الوزارة، وقرّر بها قاسم شغيتة على عادته. - وفيه أخلع السلطان على القاضى شهاب الدين أحمد الدرسالى، وقرّر فى قضاء الإسكندرية، عوضا عن عفيف الدين بحكم صرفه عنها.
وفيه كثرت المرافعات فى قاضى القضاة الحنفى شمس الدين الغزّى، بسبب أوقاف الحنفية، فرسم السلطان بأن يتوجّه إلى بيت برسباى قرا رأس نوبة النوب، وتحضر القضاة الثلاثة، ويعقد مجلس بسبب حساب أوقاف الحنفية، فلما حضر إلى هناك حصل له غاية البهدلة من الجباة وغيرها. - وفيه توفى جانى بك من تمرباى ابن أخت السلطان، وكان شابا صغير السن، جميل الصورة، عاقلا حشما، لا بأس به. - وفيه توفى الشيخ الصالح المعتقد المجذوب سيدى محمد السدار، رحمة الله عليه، وكان له الكرامات والمكاشفات الخارقة.
وفى رجب توفى العلامة شمس الدين الجوجرى، وهو محمد بن عبد المنعم بن محمد ابن عبد المنعم بن إسماعيل القاهرى الشافعى، وكان عالما فاضلا بارعا فى العلوم، عارفا بمذهب الإمام الشافعى ﵁، وله عدّة مصنّفات، وولى عدة تداريس، وشهرته تغنى عن مزيد التعريف به. - وفيه توفى الشيخ نور الدين على السنهورى المالكى، وهو على بن عبد الله بن على الأزهرى، وكان دينا خيرا صالحا مباركا، وكان إماما فى مذهب المالكية، وله شهرة طائلة، وكان بارعا فى الفقه والعربية، والقراءة بالروايات السبع، وغير ذلك من العلوم، وألّف الكتب النفيسة فى العلوم الجليلة، ومات وهو كفيف، ومولده سنة خمس عشرة وثمانمائة، وكان عنده انطراح نفس مع تقشّف، وقد كفّ فى آخر عمره؛ فكان كما قيل فى المعنى: