وفيه توفى المسند رضى الدين الأوكالى، وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن العز الشافعى القاهرى. وكان عالما فاضلا محدثا مسند القاهرة، وكان لا بأس به. - وتوفى الشيخ عباس المغربى الفاسى المالكى نزيل القاهرة، وكان لا بأس به.
وفى ربيع الآخر أخلع السلطان على الجمالى يوسف بن الزرازيرى كاشف البهنساوية، وقرّر فى الوزارة، عوضا عن خشقدم الطواشى بحكم صرفه عنها، وقرّر قاسم شغيتة فى نظر الدولة. - وفيه كان تفرقة النفقة على الجند المعيّن إلى التجريدة بسبب على دولات، ثم بعث النفقة إلى الأمراء، وقد تقرّر إلى السفر تمراز الشمسى أمير سلاح، وأزبك اليوسفى أحد المقدّمين، وكان تعيّن آقبردى الدوادار إلى السفر صحبة العسكر ثم بطل بعد ذلك، فشقّ على العسكر بطلانه، وكثر القال والقيل بسبب ذلك.
وفيه توفى آقبردى اليوسفى أحد العشرات، وكان أصله من مماليك الملك الأشرف برسباى، وكان لا بأس به. - وفيه أنعم السلطان على مملوكه قانصوه الغورى بأمرة عشرة، وعيّن إلى التجريدة، وقانصوه هذا هو سلطان مصر الآن. - وفيه توفى بايبردى المشرف الأينالى، وكان لا بأس به، وقد تأمر بحلب أمرة عشرة.
وفى جمادى الأولى توفى تاج الدين محمد بن الكردى الحنفى، وكان عالما فاضلا لا بأس به. - وفيه توفى الخواجا الكارمى بدر الدين حسن بن إبراهيم بن عليبة السكندرى، أخو الخواجا عبد القادر تاجر السلطان، وكان لا بأس به. - وفيه كان خروج الأمير تمراز أمير سلاح، وأزبك اليوسفى أحد المقدّمين، ومن عيّن معهما من الأمراء العشرات والجند، فكان لهم يوم مشهود، وكان عدة الجند الذين (١) خرجوا مع الأمراء نحوا من ألف مملوك.
وفى هذا الشهر وقع الرخاء بالديار المصرية، حتى ابتاعت البطة الدقيق بأربعة أنصاف، وكل أردب قمح بنصف دينار، وانحطّت الأسعار فى سائر البضائع بعد تلك الغلوة التى تقدّمت، وكان قد اشتدّ الأمر جدا فانفرج عن قريب. -