للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونفق عليهم، فبلغت النفقة على الأمراء والجند زيادة على السبعين ألف دينار.

وفيه حصر شمس الدين الحليبى تركة يحيى بن حجّى، فرأى بين كتبه كتاب الفصوص لابن عربى، فقال: هذا الكتاب ينبغى أن يحرق وإن ابن عربى كان كافرا أشدّ من كفر اليهود والنصارى وعبدة الأوثان؛ فقال له بعض الحاضرين: كيف تحرق كتاب الفصوص وفيه آيات من كلام الله تعالى؟ فقال: ولو كان، فمسكوا عليه ذلك وأرادوا تكفيره، فبادر وترامى على كاتب السرّ ابن مزهر، فقام معه وآل أمره إلى أن عزّره وكشفوا رأسه، ثم حكم بإسلامه وحقن دمه، وقد قامت عليه الدائرة بسبب ذلك، وفيه يقول أبو النجا القمنى:

أقعدت يا حليبى … بالصفع فى قفاكا

لما ادّعيت جهلا … حرق الفصوص يا كافر

وما خلصت حتى … أقمت شاهداكا

وفيه توفى قانصوه المداقف المحمدى أحد العشرات، وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان علامة فى الدقاف.

وفى رجب خرج الأمراء والعسكر إلى التجريدة التى عيّنت إلى على دولات ابن ذلغادر، وكان آخر العهد بالأمير أزدمر أمير مجلس، الذى كان نائب حلب، فإنه لم يدخل إلى مصر بعد ذلك. - وفيه كان وفاء النيل المبارك وقد أوفى ثامن عشر مسرى، فلما أوفى توجّه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة. - وفيه توفى برد بك الطويل المحمدى أحد العشرات، وكان شادا على أوقاف الأشرف برسباى، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة محمد بن عبد الرحمن ناظر جدة، وكان ريسا حشما لطيف الذات عشير الناس، ولما مات دفن بمكة.

وفى شعبان عرض السلطان المقصورة الحديد التى صنعها للحجرة الشريفة، فنصبها بالحوش فى أول هذا الشهر، وقيل زنتها أربعمائة قنطار من الحديد، فحملت إلى المدينة المشرفة على سبعين جملا. - وفيه توفى جانم الفهلوان أحد العشرات، وأصله من مماليك الظاهر جقمق، وكان رأسا فى الصراع، توفى بحلب؛ ومات أيضا