بحلب صنطباى العلاى الظاهرى أحد العشرات، وكان رأسا فى الرمى بالنشاب، وكان من مماليك الظاهر جقمق.
وفى رمضان خسف جرم القمر خسوفا تاما حتى أظلمت الدنيا، ودام فى الخسوف نحوا من خمسين درجة. - وفيه، فى يوم ختم قراءة صحيح البخارى، وقع بين الشيخ بدر الدين بن الفرس الحنفى، وبين الشيخ صلاح الدين الطرابلسى، تنافس حتى خرجا فيه عن الحدّ، بسبب الجلوس فيمن يرتفع عن صاحبه، وكان الصلاح الطرابلسى متمديا على ابن الغرس، فما شكر على ذلك، وكان مجلسا فاحشا لا خير فيه.
وفى شوال خرج الحاج من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان يوما مشهودا، وخرج معهم شاد بك أمير آخور ثانى، وقد قرّر على باشية الجند بمكة، ومعه خمسون مملوكا، وأرسل معه السلطان المقصورة الحديد التى صنعها للحجرة الشريفة، ثم أرسل معه مصحفا كبيرا حمل على جمل بمفرده، وكان من النوادر، كتبه شاهين النورى، ومات ولم يكمله، فأكمله الشيخ خطاب بأمر السلطان، وهو باق إلى الآن فى الحجرة الشريفة. - وفيه كان عرس الركنى عمر بن أبى البقا بن الجيعان، وكان مهمّا حافلا.
وفى ذى القعدة أخلع السلطان على آقباى كاشف الشرقية، وقرّر فى نيابة غزة، عوضا عن دولات باى من مصطفى الماضى خبره بما جرى عليه، وآل أمره إلى أن نفى إلى مكة. - وفيه أنعم السلطان على ستة أنفار من الخاصكية الظاهرية بأمريات عشرة، منهم: يشبك دجاج، وأبو يزيد، وبيبرس اليوسفى، وملاج الأشقر، وجانى بك البواب، وقانم السوّاق، وأنعم بإقطاع جانم الفهلوان المسافر فى التجريدة على: سودون الصغير، وقانصوه قرا، وكسباى الشريفى، وآخرين من جلبانه، وكان هذا الإقطاع أمرة عشرة، وخرج بحكم وفاة جانم الفهلوان.
وفى ذى الحجة قرّر محمد بن البلاح فى التكلم على جهة الجيزة، عوضا عن