وعدّ من العلماء، وكان كريما سخيا، وولى نظارة الجيش بمصر، وكان من أعيان الرّيسا بمصر والشام، فلما مات وجد عنده زيادة على ثلاثة آلاف مجلد من الكتب النفيسة.
وفى آخر يوم من برمودة قلع السلطان الصوف ولبس البياض، وقد عجّل بلبس البياض قبل أوانه بعشرة أيام. - وفيه جاءت الأخبار من القدس بأن قانصوه اليحياوى، الذى كان نائب الشام ونفى إلى هناك بطالا، قد أجرى عين ماء بالقدس، وكانت معطّلة مدّة طويلة، فأصرف عليها مالا له صورة من ماله، وحصل بها غاية النفع. - وفى هذه السنة توفى أبو الفدا، الواعظ الناشد المادح، وكان من أعيان دواخل مصر فى حسن الصوت وجودة الغناء، وكان لا بأس به.
وفى ربيع الآخر أخلع على أزدمر تمساح أحد المقدّمين، وقرّر فى أمرة الحاج بركب (١) المحمل، وقرّر أزدمر الأشقر أحد العشرات، فى أمرة الركب الأول. - وفيه قرّر شاد بك المحمدى الظاهرى أحد العشرات، وفى نيابة دمياط. - وفيه ثارت فتنة كبيرة بين مماليك آقبردى الدوادار، وبين مماليك أزدمر أمير مجلس، الذى كان نائب حلب، فوقع بينهما فتنة بالرملة، حتى شهروا السلاح على بعضهم، فثار جماعة من مماليك السلطان مع مماليك آقبردى الدوادار، فكادت أن تكون فتنة كبيرة بين الأمراء، ثم سكن الأمر قليلا.
وفيه توفى الشيخ الصالح سيدى ابو الفضل من أولاد ابن أبى الوفا، وكان حصل له انجذاب واستمرّ به إلى أن مات، وكان من بيت كبير الولاية. - وفيه وقع زلزلة بالقاهرة بعد العشاء، لكنها كانت خفيفة ولم تدم، ولو دامت قدر درجة حصل منها غاية الفساد. - وفيه أخذ قاع النيل، فجاءت القاعدة ستة أذرع وأربعة أصابع. - وفيه سافر الأمير آقبردى الدوادار إلى جهة الصعيد بسبب ضم المغل، وكان صحبته أمير عربان هوّارة داوود بن عمر، وكان قد أعاده السلطان إلى أمرته بالوجه القبلى، وصرف عنها محمد بن يونس ولد عمّه.