للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شوال ظهر قاسم شغيتة الذى كان وزيرا، وكان له مدّة وهو مختفى، فلما ظهر أخلع عليه السلطان كاملية حافلة، وقرّره فى نظر الدولة، عوضا عن موفق الدين بن القمّص الأسلمى. - وفيه حضر الصاحب خشقدم من السفر، فلما حضر رسّم السلطان عليه لعمل الحساب. - وفى هذا الشهر ولد للسلطان ولد ذكر من سرّيته أصل باى الجركسية، فسماه محمدا، وهو الذى تسلطن من بعده. - وفيه خرج المحمل من القاهرة فى تجمّل زائد، وكان أمير ركب المحمل أزبك اليوسفى أحد المقدّمين، وبالركب الأول دولات باى الحسنى شاد الشون.

وفى ذى القعدة رسم السلطان للقضاة والشهود أن لا يعقدوا لمملوك من مماليكه، حتى يأخذوا الإذن من أغاته. - وفى هذه الأيام تزايد شرّ جماعة من المماليك الجلبان وصاروا يأخذون (١) شئ الناس بلاش من دكاكين التجار وغيرهم، وحصل للناس منهم غاية الضرر الشامل. - وفيه توفى محب الدين كلب العجم، واسمه عبد الرحمن بن حسن بن الأمين الحلبى الحنفى، توفى بالبيمارستان، وكان فاضلا شاعرا ماهرا، وله خط جيّد، وكان عشير الناس فكه المحاضرة، وكان من أخصاء الأمير يشبك من مهدى الدوادار الكبير كان، لكنه كان مسرفا على نفسه يميل إلى محبة الأحداث، وله فيهم أشعار كثيرة، وكان جاهلا مخترقا (٢)، ومما داعبه به الشهاب المنصورى رحمة الله عليه، وهو قوله:

فى ملاح لك شتى … صيّف القلب وشتّا

كم ليال مع مليح … يا محب الدين بتّا

خدّه بستان حسن … حبذا البستان بستا

أنت بالصبيان صبّ … لو رأيت البنت بنتا

وفيه توفى أبو الفتح محمد المنصورى أحد المباشرين، وكان ريسا حشما لا بأس به. - وفيه قدم الأمير تمراز الشمسى أمير سلاح، وكان مسافرا فى البحيرة، فأخلع عليه


(١) يأخذون: يأخذوا.
(٢) مخترقا، أورد المؤلف هنا بيتين من الشعر، يمكن قراءتهما فى طبعة إستانبول ج ٣ ص ١٩٢.