إليه بشاش فلفّ له تخفيفة. - وفيه توفيت خوند شقرا ابنة الملك الناصر فرج بن الظاهر برقوق، زوجة الأتابكى جرباش كرت، وكانت من مشاهير الخوندات، فنزل السلطان وصلّى عليها. - وفيه جاءت الأخبار بأن جمجمة بن عثمان لما فرّ من عسكر أخيه خرج عليه بعض الفرنج، وكان فى مركب فى البحر الملح، فأسره، وقد ذهب جميع ما كان معه من مال وقماش وغيره، فكان خروجه من مصر عين الغلط. - وفيه هلك بطرك النصارى اليعاقبة، وكان عند أهل ملّته مشكورا.
وفى شعبان (١) صنع الأتابكى أزبك فى الأزبكية حراقة نفط ووقدة حافلة، وكانت ليلة مشهودة. - وفيه رسم السلطان بعمارة سور البيرة، فجاء من أحسن المبانى، وأنفق عليه مال له صورة. - وفيه جاءت الأخبار من المدينة المشرفة، بأن السلطان أنشأ هناك مدرسة وجعل لها شبابيك مطلّة على الحرم النبوى، فقامت على السلطان الأشلة بسبب ذلك، وأفتى بعض العلماء بأن ذلك لا يجوز، فإن حرمة النبى ﷺ وهو ميّت كحرمته وهو حىّ، وقد أجاز ذلك بعض علماء الجاه. - وفيه توفى الناصرى محمد بن الأتابكى جرباش كرت، وهو ابن خوند شقرا الماضى ذكر وفاتها، فكان بينه وبين وفاة والدته نحو من شهر، وقد مات فجأة، وقيل وقع بينه وبين سرور شاد الحوش السلطانى، وكان طواشى والدته قديما، فحنق منه الناصرى محمد فتناول فصّا من الماس وابتلعه، فمات من ليلته، وكان ريسا حشما، لطيف الذات، فكه المحاضرة، لا بأس به.
وفى رمضان توجّه الصاحب خشقدم إلى جهة الوجه القبلى بسبب ضمّ المغل. - وفيه كان قراءة صحيح البخارى، وختم وفرّقت الخلع على القضاة والعلماء، وكذلك الصرر، وكان ختما حافلا. - وفيه خسف جرم القمر، ودام فى الخسوف نحوا من خمسين درجة. - وفيه توفى قاضى المحلّة أوحد الدين محمد العجيمى، وكان ريسا حشما لا بأس به. - وفيه رسم السلطان بنفى دولات باى من مصطفى نائب غزّة، فنفى إلى مكة المشرفة.
(١) شعبان، لم يذكر المؤلف شيئا من أخبار شهرى جمادى الآخرة ورجب من هذه السنة.