فكان لما تناهى حسن وقدتها … تخفى شموس الضحى فى دارة الفلك
وقال الشمس القادرى:
تاه الأنام بجنح الليل فاتخذوا … لهم دليلا لذا الظلماء من اللهب
حتى كأنّ جلابيب الدجى رغبت … عن لونها وكأنّ الشمس لم تغب
انتهى ذلك. - وفيه عزم السلطان على الجمجمة بن عثمان وأضافه بقبّة الأمير يشبك التى بالمطرية، وحضر ذلك الأمراء المقدّمين، وكانت ضيافة حافلة جدا، وأخلع السلطان على جمجمة كاملية بصمّور. - وفيه قرر الجمالى يوسف بن شاهين الكركى، سبط بن حجر، فى وظيفة قراءة الحديث الشريف بالقلعة، عوضا عن برهان الدين ابن الكركى الإمام، وكان السلطان تغيّر خاطره على ابن الكركى واختفى مدّة طويلة. - وفيه أحضر شخص من العرب بين يدى السلطان سنّا من نواجذ بنى آدم من نسل العماليق، فكان زنته ستة أرطال ونصف، فتعجّب السلطان من ذلك.
وفى رمضان ثارت رياح من جهة الغرب، وكانت عاصفة جدا، وأظلم بسببها الجوّ وأرعد وأبرق، ثم أمطرت السماء مطرا غزيرا، وكان ذلك المطر فى غير أوانه فى أواخر بابه، ثم جاءت الأخبار من دمياط بأن هذا الريح كان قوته بدمياط، وقد قلع عدة أشجار وهدم بعض أماكن وأغرق عدة مراكب من مراكب الفرنج، وكان ريحا مهولا جدا.
وفيه جاءت الأخبار من المدينة الشريفة، بأن فى ليلة ثالث عشر هذا الشهر، سقطت صاعقة عظيمة فى أواخر الليل على المسجد الشريف النبوى، فاحترق منها المنارة التى تجاه القبر الشريف، واحترق سقوف المسجد جميعها، والمنبر والحيطان والأعمدة والأبواب، وما سلم من ذلك سوى القبة الشريفة وبعض حيطان المقصورة، وقتل المؤذن الذى كان على المئذنة (١) وقت نزول الصاعقة، وقتل أيضا جماعة ممن كان بالحرم الشريف، فكتب بذلك محضر وثبت على قضاة المدينة، وكان مما كتب