للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنصور عثمان بن الظاهر جقمق، وهى زوجة الأمير تمراز الشمسى رأس نوبة النوب، وكانت شابة جميلة ماتت نفساء بعد أن وضعت. - وفيه قرر عماد الدين إسماعيل الناصر الحنفى الدمشقى فى قضاء الحنفية بدمشق، عوضا عن ابن القصيف بحكم انفصاله عنها.

وفى شعبان خرج الصاحب خشقدم الزمام إلى ملاقاة جمجمة بن عثمان، فمدّ له أسمطة حافلة ببلبيس والخانكه، ثم لاقته الأمراء المقدّمين والعسكر ورءوس النواب والحجاب من المرج والزيات، فسار فى موكب حافل حتى طلع إلى القلعة من بين الترب، فأقام له السلطان الموكب بالحوش؛ فلما مثل بين يدى السلطان وهو جالس على الدكة، فتحرّك له ولم يقم، فعدّ ذلك ناقصة من الأشرف قايتباى؛ ثم أخلع على الجمجمة كاملية بصمّور حافلة، وأركبه فرسا خاصا من مركوبه بسرج ذهب وكنبوش زركش، ونزل من القلعة فى موكب حافل، وقدّامه الأمراء ورءوس النوب، وكان له يوم مشهود، وقد قلت فى المعنى:

يا أيها الملك الهمام ومن له … أسد الفلا تأتى إليه ملجمه

قد فاق قدرك فى الملوك تعاظما … مذ صحّ بين يديك نطق الجمجمه

فأنزلوه بدار ابن جلود، كاتب المماليك، التى بفم الخور، وقد حضر صحبة الجمجمة والدته وأولاده وعياله، وقد فرّ من أخيه أبو يزيد خوفا على نفسه من القتل، فالتجأ إلى سلطان مصر. - وفيه قبض يشبك من حيدر والى القاهرة على امرأة يقال لها خديجة الرحابية، وكانت من أعيان مغانى مصر ولها إنشاد لطيف، وكان أصلها من مغانى العرب، ثم عظم أمرها جدا وحظيت عند أرباب الدولة ورؤساء مصر، وكانت جميلة الشكل حسنة الغناء، فافتتن بها الكثير من الناس، حتى قال فيها بعض الشعراء:

رحابيّة تخفى الشموس جمالها … لها حسن إنشاد تزين مقالها

وقد خايلت بالبدر ليلة تمّه … فما زال من عينى وقلبى خيالها

وكانت تخايل مع مغانى العرب فى السامر بالشامياة، ثم عظم أمرها وصارت