للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولى عدة وظائف سنيّة، منها: الزردكاشية الكبرى، ثم شادية الشراب خاناه، ثم بقى مقدّم ألف، ثم بقى أمير مجلس، واستعفى من ذلك ومات بطالا، وكان لا بأس به. - وفيه توفى شاد بك طاز اليوسفى الظاهرى أحد العشرات، وكان لا بأس به. - وفيه أخلع على قانم الفقيه الأشقر الظاهرى، وقرّر فى مشيخة الخدّام بالحرم الشريف النبوى، عوضا عن أينال باى الإسحاقى بحكم موته.

وفى جمادى الآخرة جاءت الأخبار من حلب من عند الأتابكى أزبك، بأن الجمجمة بن عثمان ملك الروم قد وقع بينه وبين أخيه أبو يزيد، وأن جمجمة قد وصل إلى أطراف بلاد السلطان، وبعث يستأذن فى الدخول إلى حلب، فعاد الجواب من السلطان للأتابكى أزبك بأن يحضر إلى القاهرة فى قليل من عسكره، ثم إن السلطان أخذ فى أسباب تجهيز الملاقاة إليه إلى أن يصل إلى مصر. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفى فى خامس عشر مسرى، فلما أوفى رسم السلطان للأمير أزبك اليوسفى بأن يتوجه ويفتح السدّ، وكان الأتابكى أزبك غائبا فى حلب كما تقدم.

وفى رجب طلع القضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فوقع فى المجلس كلام يتعلّق بالشهابى أحمد بن العينى، بسبب تركة شرف الدين بن كاتب غريب، وكان أثبت بعض نواب المالكية دعوى ابن العينى وحكم له، ثم وقف أمر هذه الدعوى مدّة طويلة، فلما طلع القضاة فى أول هذا الشهر، فأخذ السلطان يسأل القاضى المالكى والشافعى: ما السبب فى تأخّر ذلك بعد أن ثبت حقّ ابن العينى وحكم له بذلك؟ فطال الكلام فى المجلس بين القضاة، فحنق منهم السلطان، فقام كاتب السرّ يتكلم للقضاة من نوع المساعدة لهم، فقال له السلطان: أنت معزول، والقاضى الشافعى والقاضى المالكى؛ فنزلوا إلى دورهم وهم فى غاية النكد، وكان ذلك آخر عزل ولى الدين الأسيوطى، ولم يل بعد ذلك القضاء، وكذلك برهان الدين اللقانى، فكانت مدّة ولىّ الدين الأسيوطى فى قضاء الشافعية نحو من ست عشرة سنة، وكان مشكور السيرة فى قضائه.

ثم أخذ السلطان فى أسباب من يلى قضاء الشافعية، فترشّح أمر الشيخ زين الدين