للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناظر الخاص فى أمرة الحاج بالركب الأول، وقرّر شاهين الجمالى فى نيابة جدّة، ويخرج صحبة الشهابى أحمد ناظر الجيش، ويكون هو المتكلم على الحجاج بالركب الأول.

وفى ربيع الآخر نزل السلطان وتوجّه إلى قبّة يشبك التى بالمطرية وبات بها، وصلّى صلاة الجمعة هناك، وخطب به محمد بن دمرداش إمام القبّة، وعمل هناك بعد الصلاة ميعادا بحضرة السلطان، فأنعم عليه بمائة دينار. - وفيه نزل السلطان وعدّى إلى جهة الروضة، وأمر بتجديد الجامع الذى هناك تجاه (١) المنشية، وكان تلاشى أمره فأمر بهدمه وتجديده، وكان الشاد على عمارته البدرى حسن بن الطولونى.

ثم إن السلطان توجّه إلى المقياس، ونزل عن فرسه، ودخل إلى قاعة المقياس، وأمر بتجديد بعض أماكنه وإصلاح أساسه وغير ذلك؛ ثم إن السلطان صار يتردّد إلى الروضة ويكشف عن بناء هذا الجامع، حتى انتهى العمل منه فى سنة ثمان وثمانين وثمانمائة، وقد جاء غاية فى الحسن والتزخرف، وصار يعرف بجامع السلطان؛ وكان أصل من أنشأ هذا الجامع الفخر ناظر الجيش، وهو صاحب القنطرة، الذى (٢) أنشأه فى دولة الناصر محمد بن قلاون، ثم جدّد بناءه (٣) الصاحب شمس الدين محمد بن المقسى، فعرف به، ثم جدّد بناءه (٣) الأشرف قايتباى، فعرف به، وجاء من أحسن البناء هناك.

وفى جمادى الأولى توفى علان الأشقر من ططخ الأشرفى، أحد العشرات ورءوس النوب، وهو الذى أنشأ الحوض والسبيل بطريق بركة الحاج، وكان لا بأس به. - وفيه أخلع السلطان على أينال السلحدار نائب الإسكندرية، وقرّره فى نيابة طرابلس عوضا عن برد بك المعمار، بحكم قتله فى واقعة باينذر؛ وأخلع على جكم قرا الظاهرى أمير آخور الجمال، وقرره فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن أينال السلحدار، بحكم انتقاله إلى نيابة طرابلس.

وفيه توفى الأمير لاجين الظاهرى أمير مجلس كان، وقد شاخ وكبر وجاوز التسعين سنة من العمر، وكان دينا خيرا، ريسا حشما، وكان فى شبابه من الشجعان،


(١) تجاه: يجاه.
(٢) الذى: التى.
(٣) بناءه: بنايه.