اللسان، فأكرمه يعقوب وأجلّه، ثم أطلق من كان عنده من الأسراء (١) من النواب والأمراء وغير ذلك، فسلّمهم للأمير جانى بك حبيب، فأتى بهم إلى حلب صحبته، فلما سمع السلطان بهذا الخبر سرّ به جدا.
وفيه أخلع السلطان على البدرى حسن بن الطولونى، وأعاده إلى معلمة المعلمين وكانت قد أخرجت عنه مدّة طويلة. - وفيه نزل السلطان وتوجّه إلى الخانكه، فأعجبه مكان عند قناطر المرج والزيات، فأمر ببناء زاوية هناك وحوض وسبيل، وأخذ فى أسباب ذلك وجاء من أحسن البناء. - وفيه توفى القاضى سعد الدين الكماخى، أحد نواب الحنفية وهو إبراهيم بن محمد بن محمد بن قطلو بك الحنفى، شيخ المدرسة الظاهرية العتيقة، وكان عالما فاضلا ريسا حشما أدوبا، محمود السيرة فى قضائه، وكان لا بأس به.
وفى ربيع الأول جاءت الأخبار بوفاة السلطان المعظّم المفخّم المجاهد المغازى، ملك الروم، وصاحب مدينة القسطنطينية العظمى، وهو محمد بن مراد بن أبى يزيد ابن عثمان، وكان ملكا جليلا معظّما، ساد على بنى عثمان كلهم، وانتشر ذكره بالعدل فى سائر الآفاق، وحاز الفضل والعلم والعدل، والكرم الزائد، وسعة المال، وكثرة الجيوش، والاستيلاء على الأقاليم الكفرية، وفتح الكثير من حصونها، وقلاعها، وكان ملك أمر الروم فى حياة أبيه، ثم استقلّ به من بعده، ومكث به مدة طويلة تزيد على إحدى وثلاثين سنة، ومولده بعد الأربعين والثمانمائة، ولما مات تولّى بعده ابنه أبو يزيد يلدرم الموجود الآن؛ فلما بلغ السلطان ذلك أظهر الحزن والأسف عليه.
وفيه أخلع على العلاى على بن الصابونى، وقرّر فى نظر الخاص، عوضا عن بدر الدين بن الكويز، بحكم وفاته، وقد جمع بين نظر الخاص ووكالة بيت المال. - وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان حافلا. - وفيه أخلع على يشبك من حيدر والى القاهرة، وقرّر فى أمرة الحاج بركب المحمل، وقرّر الشهابى أحمد بن الجمالى يوسف