ناصر الدين بن الإخميمى الحنفى، أحد أئمّة السلطان، وقرّر فى مشيخة البرقوقية، عوضا عن قاضى القضاة الأمشاطى. - وفيه خرج المحمل من القاهرة فى تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل تغرى بردى ططر أحد المقدمين، وأمير ركب الأول يشبك من حيدر والى القاهرة.
وفى ذى القعدة وصلت جثة الأمير يشبك الدوادار من الرّها وهى فى سحلية، وهى جثة بغير رأس، فوقع الشك فى أمرها، هل هى جثته أم لا؟ فوجدوا بها أماير تدلّ على أنها جثته، فكفنوها ودفنوها فى تربته التى عند زاوية كهنبوش، وتحقّق موته، وانقطعت الإشاعات بأنه فى قيد الحياة؛ وحضر صحبة جثته قانصوه دواداره، وأخبر بحقيقة موته وكيفية أمر الواقعة، ومن أسر من الأمراء، وأخبر بقتل قانم قريب السلطان الذى كان أتابك العساكر بحلب، قتل على ماردين، وكان من جملة من أسر من العسكر، وكان شجاعا بطلا لا بأس به؛ فلما ثبت موت الأمير يشبك قامت النقباء من على بابه وشالوا الدكة، وزال كأنه لم يكن بمصر. - وفيه وصل شرف الدين بن عيد الدمشقى الحنفى، الذى أرسل السلطان خلفه ليلى قضاء الحنفية، فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان، وأقرّه فى قضاء الحنفية، عوضا عن الأمشاطى.
وفى ذى الحجة أخلع على تغرى بردى من يلباى الظاهرى، خازندار الأمير يشبك الدوادار، وقرّر فى الأستادارية، عوضا عن مجد الدين بن البقرى، ورسم على مجد الدين ليقيم الحساب، وكان فى ذلك دماره. - وفيه توفى دولات باى بطيخ الأبوبكرى المؤيدى، أحد العشرات ورءوس النوب، وكان لا بأس به. - وفيه جاءت الأخبار من حلب بقتل محمد بن حسن بن الصوّا الحلبى، نائب قلعة حلب، وكان من أخصاء السلطان، ثاروا عليه أهل حلب بسبب مظالم أحدثها بحلب، فقتلوه العامة، وقتل أيضا فرج بن أغلبك حاجب الحجاب بحلب، وكان ريسا حشما من أعيان أهل حلب، وكان لا بأس به. - وفيه مات مشنوقا