وكان سبب موته من الزلزلة، وكان أصله من عجلون، وهو موسى بن أحمد بن عبد الدمشقى الحنفى، وكان تولّى قضاء دمشق، ثم طلب وولى قضاء مصر، وكان مولده سنة ثلاثين وثمانمائة، فلما أخرجت جنازته نزل السلطان من القلعة وصلّى عليه، ودفن بالصحراء.
ومات من الزلزلة عقيب ذلك الزينى أبو بكر بن القاضى عبد الباسط، ناظر الجيش كان، وكان ريسا حشما، نادرة فى أبناء الناس، ذات شهامة وعظمة، وكان من أخصاء السلطان، وكان عليلا فمات مرجوفا من الزلزلة حين ماج به البيت، وكان فى سعة من المال والقماش والبرك، وولى من الوظائف نظر الجوالى، وأستادار الأغوار، وغير ذلك من الوظائف.
وفيه أخلع السلطان على قانصوه من طراباى المعروف بخسمائة الأشرفى، وقرّر فى الأمرة الآخورية الكبرى، عوضا عن قجماس الإسحاقى، بحكم انتقاله إلى نيابة الشام، وكان قانصوه خمسمائة يومئذ شابا كما بدا عذاره، وولى الدوادارية الثانية وهو لابس الكوفية التى بالقندس، فلما بقى أمير آخور كبير بعث له السلطان بشاش فلفّ له تخفيفة كبيرة. - وفى هذا الشهر أنعم السلطان على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف منهم: أزدمر تمساح، ويشبك الجمالى الزردكاش الكبير، وأزدمر المسرطن الظاهرى.
وفيه قرّر فى قضاء الحنفية بدمشق مجد الدين بن القصيف، عوضا عن تاج الدين ابن عرب شاه؛ وقرّر شهاب الدين بن فرفور الدمشقى فى قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن العبدوى، وعزل العبدوى، وكان ابن فرفور قرّر قبل ذلك فى نظر الجيش بدمشق، فجمع بين نظارة الجيش وبين قضاء الشافعية، وعزل عن نظارة الجيش الشريف موفق الدين الحموى، وأودع فى السجن بقلعة دمشق؛ وأخلع على قطب الدين الخيضرى، وقرّر فى كتابة السرّ بدمشق، فانفرد بكتابة السرّ دون قضاء الشافعية، وكان قبل ذلك متولّى قضاء الشافعية بدمشق.
وفيه قدم قاصد ملك الحبشة، فأوكب له السلطان بالحوش موكبا حافلا،