قاسم بن بقر أمير عربان جدام بالشرقية، وكان لهما يوم مهول، وكان اسمه عبد الله ابن نصر الله القبطى، وكان ريسا حشما، كيّسا حسن الهيئة، لطيف الذات، وولى عدة وظائف سنية، منها: كتابة المماليك، ونظر الدولة، ونظر الجيش، ونظر الخاص، والأستادارية، وغير ذلك من الوظائف، ومات وهو فى عشر الخمسين، فكثر عليه الأسف والحزن من الناس، وقاسى فى أواخر عمره أهوالا وشدائد ومحنا، وضرب بالمقراع على أجنابه فى يوم شديد البرد، وآخر ذلك شنق؛ ووسّطوا مجد الدين بن البقرى الذى كان أستادارا فى بركة الكلاب. - وفيه كان وفاء النيل المبارك، وتوجّه الأتابكى أزبك وفتح السدّ على العادة. - وفيه نزل السلطان فى مركب وتوجّه إلى نحو قليوب، ثم طاب له رؤية البحر، فأقلع من هناك وتوجّه إلى جهة الوجه القبلى، حتى وصل إلى نحو طنبدى، ثم عاد إلى القلعة.
وفى رجب جاءت الأخبار بقتل سيباى العلاى الأينالى كاشف الوجه القبلى، قتله بعض العرب بخنجر فى بطنه وهو راقد على فراشه بساحل طما، وكان شابا حسن الهيئة، شجاعا بطلا من خيار الأينالية، وهو الذى حزّ رأس أزدمر الطويل، فكان بينه وبين قتل أزدمر الطويل شهرين وبعض أيام. - وفيه جاءت الأخبار من دمشق بوفاة برهان الدين بن إبراهيم بن عمر بن حسن بن على بن أبى بكر الجرباوى البقاعى الدمشقى الشافعى، وكان عالما فاضلا محدثا ماهرا فى الحديث، وليس من مساوئه سوى حطّه على الشيخ عمر بن الفارض، فلما قامت عليه الدائرة بسبب ابن الفارض توجّه إلى دمشق فمات بها. - وفيه جاءت الأخبار بأن الأمير يشبك الدوادار لما دخل إلى الشام أخذ معه نائب الشام قانصوه اليحياوى وتوجّه إلى حلب، وأن قانى باى صلق توفى بحلب، وكان صحبة الأمير يشبك، وكان قانى باى صلق أصله من مماليك شاد بك الجكمى، وارتقى حتى بقى أمير طبلخاناه رأس نوبة، وكان لا بأس به، ورأى غاية العزّ فى دولة الأشرف قايتباى.
وفى شعبان كان انتهاء عمارة القناطر التى بالجيزة، وأخلع على الأتابكى أزبك بسبب ذلك كون أنه كان شادّا على العمارة، فجاءت من أجلّ آثار الملوك، وقيل